التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 15 من 16
بيد ان هذا المشروع يعتبر ابتكاراً جديداً في تطبيقات العمارة ذات البعد التراثي ،حيث جاءت تفاصيل المسكن العربي الاسلامي من ” فناء” و” مشربيات” وفتحات موظفة في تجمع ضخم لابراج سكنية، ورغم ذلك لم تقع في فخ التكرار والنمطية التي تخرجها عن خصوصيتها وشخصيتها التراثية. اما فندق المؤتمرات وفيلا سامي سعد فيمثلان ايضاً احدي تطبيقات هذا التناول في البعد التراثي المعتمد علي الاقتباس من التفاصيل ولكن معتمدان هذه المرة علي التراث الفرعوني من نسب وتكوينات ثلاثية الابعاد.
وهكذا ظهر البعد التراثي في شخصية جمال بكري المعمارية، علي مستويات عدة متباينة، فيصعب حصره، لانه يتميز في كل بناء ويختلف عن سابقه. فاكتسب بذلك سماة جديدة وعميقة وأصبح منهجاً ناتجاً عن تزاوج المخزون المعرفي الضخم مع الابداع المتدفق.
العمارة من اكثر انشطة الانسان احتياجاً الي شمول النظرة.. واتساع معرفة.. وتراكم خبرات حية.. اجيال واجيال.. توارث لمفاتيح الصنعة.. ورمزيات حضارية لها مردود وجداني، واذا لم يتوارث المجتمع هذه وتلك.. نامت بداخله نوازع انسانية وجودية، وروحانية.. وعاش في فراغ تاريخي وفقد هويته واصبح مسخاً ..تقليدياً. ارجو الا نكون قد فقدنا الشجاعة للاعتراف بأن هذا هو حالنا المعماري.
” انا اولاً انسان.. ولد في مكان.. وعاش في زمان.. ترعرعت فيه ارادة نابعة من تفاعل هذه المعطيات الثلاث ومحدداتها.. تتغير هذه الارادة بتغير المعطيات.. كما تتغير بحدة التفاعل. وتبعاً لتنوع الارادات.. تتنوع الرغبات وتنشأ الافكار المختلفة”
” والامل كل الامل ان نحاول كالطفل ارتياد الجديد والحياه علي بساط الخيال، اكبر قدر ممكن من العمر. ان حب الاستطلاع اخطر قوي الكون.. لقد خرقت ناموس الطبيعة، فابدعت واضافت.