التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 5 من 16
اما متحف تاريخ المانيا ببرلين فيعتبر نموذجاً هاماً وفريداً تتضح فيه جوانب عدة من شخصية جمال بكري المتنوعة بل يمكننا القول ان هذا المشروع يمكن ان يعد تعبيراً حقيقياً عن عمارة جمال بكري، ففيه اجتمعت الموهبة والحرفة، الخيال والثقافة، فجاء الحل المعماري بتوزيع مناسب لعناصر المتحف المختلفة، معبراً عن كل نوعية من الوظائف بتكوين مختلف ما بين التكوين الحر المنساب في الفراغ والملئ بالحركة والطاقة الداخلية والتكوين الهندسي ذو التعبير الصناعي التكنولوجي والتداخل بينهما بل دمجهما في كل واحد يشمل كل ما يمكن ان يعبر عنه متحف لتاريخ دولة كالمانيا من جوانب انسانية اجتماعية فلسفية، وجوانب علمية صناعية تكنولوجية، هذا التعدد الذي لاقى صداه في شخصية جمال بكري فجاء التصميم معبراً عن مبتكره تماماً كتعبيره عما صمم لأجله.
ونذكر ان هذا التصميم قد نال تقديره من لجنة تحكيم المسابق الدولية رغم عدم فوزه بالجائزة، الا ان اللجنة لاحظت تميز عدد من المشروعات المقدمه فأصدرت كتاباً نشرت فيه افضل عشرين مشروع مقدم فكان هذا التصميم واحداً منهم، ولا نذكر هذا لندلل علي شئ غير ان شخصية جمال بكري المعمارية كان لها بعداً انسانياً قادراً علي التواصل مع مستقبلها والتأثير فيه مع اختلاف ثقافته.
ان مشكلة المبتكر… نفسه.. مبتكراته.. تحوم حوله كأشباح تتحول الي هواجس يقينية.. تمنعه من الخروج عن حدودها، لم يسلم مبدع من هذه المحنة… فقط نشوار اطول.. ودوامات ابرح.
وهكذا، يظهر الجانب الابداعي من هذه الشخصية المعمارية بمظاهر عدة متجددة ومتدفقة، باحثا عن الحل الامثل للمشكلة التصميمية في دروب من الافكار قد تكون مستوحشة من التطبيقات بسبب قلة مرتاديها من المعماريين .