التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 8 من 16
” تنبأ البعض في اوائل القرن العشرين بإمكانيات جديدة، طوعوا الطوب في ثورتهم علي الخط المستقيم، كما طوعوا المعدن، طوعوا الفراغ، واستوحوا من الماكينات، ومن الاجهزة، ولانت المواد للإحساس الجديد، فغنت الدواخل واصبحت المساقط احن وغزت المنحنيات الخط المستقيم، وتسربت الليونة الي التصميم الحضري.
تمكن المصمم من الهرب من سجن العادة وإنطلقت ثوره الشكل في كافة الاتجاهات. لا يسعني الا ان اتعاطف مع الاشكال الانسيابية، ان جذوري البدائية واصولي العربية، ومرونة عقلي الحديث تدفعني دفعاً ان اتيم بذلك” برج بقشان، رغم المظهر الخارجي الذي يتصف ببروده الحائط الزجاجي المغلف للمبني، ما زالت هذه البصمة المميزة تظهر في تكوينات الدور الارضي ذات الحوائط المصمتة والاشكال الانسيابية، وكذلك في مشروع مبني ” أورابيا” الاداري ببيروت تظل فيه هذه البصمة الخاصة ولكن بزي مختلف. اما برج الجزيرة المتعدد الاغراض، فهو يمثل اهم نماذج الرؤية الحداثية عند جمال بكري. حيث يرتفع البرج حوالي 70 دور ومع الدائرية المكتملة للمسقط الافقي وبعض التفاصيل التي تكسر من ارتفاع المبني الشاهق والتي تتكرر كل 20 دور تقريباً يكتسب هذا البرج بعداً انسانياً ما، ربما قد يكون مفقوداً في مشاريع ضخمة مماثلة تتبع نفس النمط الإنشائي في المباني المرتفعة.
وكذلك في مشروع برج الأغاخان حيث يرتفع المبني لأكثر من 20 دورا، لا يكسر من رتابة كتلته الخرسانية وصدها سوي هذه التفاصيل المميزه والخطوط الانسيابية في مسقطه الافقي والمنعكسة في واجهاته وتفاصيل فتحاته وكذا في فتحات وتكوينات الدور الارضي والموظفة انشائياً ووظيفياً لتحاور البيئة المحيطة وقياس المستخدم. ” بقدر شفافيه الرؤيا، وتناغمها مع ايقاع العصر ونبض المكان، تكون العمارة الحقة ويكون المعماري، والا فالبناء… مهما كان حرفياً متمكناً”