التفكير السليم2 من أصل 3
ثم نحن نعيش بالكثير من موروث العقائد التي غرست فينا الحقد على بعض الطوائف أو بعض المذاهب أو الأديان، مع أن القليل من التأمل والمعاينة – على أسلوب داروين – قد يغير هذه العقائد الموروثة، ويجعلنا نقف من هذه الطوائف والأديان أو المذاهب موقف الحب بدلًا من موقف البغض.
وهكذا الشأن في السياسة والأخلاق، فإني كثيرًا ما أسمع – مثلًا – عن الاستهتار في المرأة الأوربية، وأنها لا تعرف العفة التي نعرفها والشرف الذي نمارسه، وكأن هؤلاء الناعين عليها أخلاقها ينسون أنها هي الأم التي تربي شبابًا يتسلطون على العالم كله بذكائهم ورجولتهم، وأن كل ما نزعمه من استهتار في أخلاقها لا يزيد على القول بأن أخلاقها هذه تخالف أخلاق فتياتنا ونسائنا، وأن الأخلاق عادات لا أكثر كما وصفها أرسطو طاليس، وأن هناك مجالًا للبحث والمقارنة عن الأخلاق الفاضلة للمرأة هل هي ما نجد في مصر أو ما نجد في أوربا؟
يجب أن تكون عقولنا مفتوحة نتقبل الرأي الذي ينقض رأينا، والعقيدة التي تنقض عقيدتنا، ونبحث الجميع بالمنطق العلمي حتى نأخذ بالأحسن والأصح، وبذلك نربي أنفسنا كما ربى داروين نفسه.