التكنولوجيا الاتصالية الجديدة في خدمة الكتابة
2من اصل3
ولكن يتم تقديمها بعناصر تشويق من صور ووسائط مرئية أيضًا، وبالتالي تشكل وجبة معرفية تغني عن الكثير من الهراء والزبد الذي لا يفيد أحدًا ولا يساهم في تقدم المجتمع.
واليوم فإن الخيارات المتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كثيرة، وبالتالي صار من الواجب أن يتم توظيفها للترويج للمحتوى العميق والدسم بشكل أو بآخر، وهي الوسيلة الوحيدة للتحايل على هذا المد الهائل لمحتويات هذه الوسائل أو (التسونامي) المرعب للرداءة والسطحية، فالذي أراه أنه لا يمكن بحال من الأحوال مواجهة هذا التسونامي بالطريقة التقليدية، بل الأفضل والأكثر نجاة وجدوى محاولة الركوب على الموجة وتوظيفها لصالح المكتوب، وخصوصًا في الجانب المعرفي والأدبي.
في ربيع العام 2010 كان (فيسبوك) جديدًا نوعًا ما في المجتمع العربي، ولم أكن على قناعة بالتسجيل فيه، إذ كان انشغالي بالقراءة والكتابة أكثر جدوى، غير أن صديقًا لي أقنعني أن مثل هذه الوسائل الاتصالية الاجتماعية تعتمد على ما تريده منها، وكيفية توظيفها لصالحك، وعدم الركون إليها لتغرقك، وأنها يمكن أن تكون مفيدة جدًا في مجال نشر الكتابة الإبداعية والتواصل المباشر مع القراء
والكتاب أيضًا، وهذا ما حصل، فقد ساهمت هذه الوسيلة، أي (فيسبوك)، منذ ذلك الحين في تعريف آلاف القراء من مختلف مناطق العالم برواياتي، بل نشرت الكثير من الروابط لتحميلها، وتعرفت بشكل مباشر على القراء والمتابعين لأعمالي، واستمعت منهم إلى ملاحظاتهم، وبالتالي ساهمت هذه الوسيلة في تحقيق مبيعات أكثر لرواياتي الورقية، وقامت بخدمتها والترويج لها بشكل فعال.
إن التصورات الخاطئة المسبقة عن التكنولوجيا، وأنها عدو؛ يمكن ألا تكون دقيقة، إنها وسائل فقط يمكن توظيفها كما تريد، فقد تجلس ساعات طويلة فاتحًا صفحتك على (فيسبوك) من أجل الدردشة الفارغة أو التعارف، وقد يكون الأمر غير ذلك، هذا بالتالي يعتمد عليك، وإن كان الأمر يتعلق بوسائل اتصالية اجتماعية أخرى مثل (سناب شات) أو (إنستغرام)،