التماهي 7من اصل 7

التماهي 7من اصل 7

 

التماهي 7 من اصل 7
التماهي 7 من اصل 7

وقد أوضح التحليل أن هذه التأنيبات والانتقادات تنصب، بحصر المعنى، على الموضوع وتعبر عن انتقام الأنا من هذا الموضوع. ولقد قلت في موضع آخر: إن ظل الموضوع قد سقط على الأنا. واستدخال الموضوع جلي كل الجلاء للعيان هنا.

بيد أن هذه الحالات السوداوية تكشف لنا أيضاً عن تفاصيل أخرى يمكن أن تكون على قدر من الأهمية بالنسبة إلى تأملاتنا اللاحقة. فهي تظهر لنا الأنا منقسماً، موزعاً بين شطرين، وأحدهما لا يدع راحة للآخر. وهذا الشطر الآخر هو ذاك الذي جرى تحويله عن طريق الاستدخال، أي ذاك الذي يحتوي على الموضوع المفقود. بيد أن الشطر الذي يدلل على قسوة بالغة إزاء جاره ليس مجهولاً منا هو الآخر. فهذا الشطر يمثل “صوت الضمير”، سلطة الأنا النقدية؛ وهو إذ يتظاهر حتى في المراحل السوية، لا يفصح أبداً عن مثل ذلك القدر من القسوة والجور. وقد سبق لنا (في معرض الكلام عن النرجسية والحداد والسويداء) أن وجدنا أنفسنا مكرهين على التسليم بتشكيل مثل هذه السلطة في داخل الأنا، وبمقدرتها على الانفصال عن الأنا الآخر وعلى الدخول في صراع معه. وقد أعطيناها اسم “مثال الأنا”، وجعلنا وظيفتها مراقبة الذات والضمير الأخلاقي ورقابة الأحلام، وعزونا إليها دوراً فاصلاً في سيرورة الكبت. وقد قلنا آنئذ إن مثال الأنا هذا هو وريث النرجسية الأولية التي كان الأنا يقيم فيها في حال من الاكتفاء الذاتي. وشيئاً فشيئاً يقبس من تأثيرات الوسط جميع المتطلبات التي يفرضها هذا الوسط على الأنا والتي لا يكون الأنا قادراً على الدوام على العمل بمقتضاها؛ وهذا بحيث يتاح للإنسان، وفي الأحوال التي يتراءى له فيها أن لديه من الأسباب ما يحمله على عدم الرضى عن نفسه، أن يجد ترضية وارتياحاً في الأنا المثالي الذي تمايز عن الأنا المحض. وقد بينا، علاوة على ذلك، أنه في متاحنا أن نرصد، في هذاء المحاسبة الذاتية، تحلل هذه السلطة رصداً مباشراً، وأن نرد أصول هذا الهذاء إلى تأثير شتى أنواع السلطات، وفي المقام الأول سلطة الأهل

m2pack.biz