التّاريخ في قارّة أفريقيا
تُعتبر قارّة أفريقيا من أوائل القاراّت التي شهدت انتشاراً سُكانيّاً، وحضارات إنسانيّة ما زالت معالمها موجودة إلى اليوم؛ إذ عُثِرَ في العديد من الدّول الأفريقيّة على بقايا أثريّة لمبانٍ وأماكنَ قديمةٍ تعود إلى عصور ما قبل التّاريخ، وتقريباً في الألف الثّاني قبل الميلاد تمّ اكتشاف المَعادن، وساهم ذلك في التخلّي عن الأدوات الحجريّة في مُعظم المناطق والأماكن الأفريقيّة.[3]
في الفترات التاريخيّة الماضية ظهرت العديد من الدّول والمَمالك، والتي ما زالت آثارها موجودة حتّى هذا الوقت، ومن أشهر هذه الدّول مصر، والتي ظهرت فيها البشريّة منذُ القِدَم؛ لأنّها تُعتبر من المجتمعات الزراعيّة في قارّة أفريقيا، ممّا أدّى إلى انتشار العديد من السُكّان فيها، وأيضاً ظهرت مملكة كوش في منطقة النّوبة، والتي كانت تعتمد اقتصاديّاً على التّجارة مع مصر والسّودان ضمن القارّة الأفريقيّة، كما تُعتبر كلّ من منطقة أفريقيا الشماليّة ومنطقة أفريقيا الشرقيّة من المناطق الإفريقيّة التي شهدت تطوّراً سُكانيّاً منذ عصور ما قبل الميلاد.[3]
شهدت قارّة أفريقيا في العصور الوسطى تطوّراً في تركيبة مُجتمعاتها الإنسانيّة خصوصاً مع انتشار الإسلام في أغلب أراضيها، وتحديداً في شمالها؛ إذ ساهمت الفتوحات الإسلاميّة في إعادة بناء الدّول الأفريقيّة، فتمَّ تأسيس العديد من المُدنِ والمناطق في الدّول المُختلفة، ومن أشهرها تأسيس القائد المسلم عُقبة بن نافع لمدينة القيروان في تونس، وأيضاً انتشرت الثّقافة العربيّة الإسلاميّة التي ساهمت في التّعزيز من وجود اللّغة العربيّة بين سُكّان شمال أفريقيا، والتي أصبحت مع مرور الوقت اللّغة الرئيسيّة والرسميّة للكثير من الدّول الأفريقيّة.[3]