الجاحظ
الجاحظ من قبيلة بني كنانة، وهو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، المكنّى بأبي عثمان، ولد في عام مئة وتسع وخمسين للهجرة في مدينة البصرة في العراق، قد بدأ الجاحظ حياته كبائعاً للخبز والسّمك، و كان يُرّجح عقله في كل شيء، وكان يُؤمن بأهميّة التّجربة التي تؤدّي إلى اليقين. تضاربت الآراء حوله؛ فمنهم من قال بأن أصله عربي، ومنهم من قال بأنه ينحدر من أصل زنجي، قد تعلّم اللّغة العربية وآدابها على يد الأصمعيّ والأخفش وغيرهم من الأدباء والأعراب.
كان الجاحظ معروفاً بأنه فكاهياً وهزلياً، وقد برع في أسلوب الإستطراد الذي تعلّمه عنه باقي الأدباء، وتميّز أسلوبه بالسّهولة والعذوبة، والفكاهة، والمنطق، والسّرد القصصيّ المُوثّق. توفي في عام 255 من الهجرة، بعد أن سقطت عليه كتبه التي أحبّها ميّتاً في مدينة البصرة، له مؤلفات أدبيّة تفوق الحصر في مختلف المجالات، ولكن أهمّها كتاب كتاب الحيوان، وكتاب البخلاء، وكتاب البيان والتّبيين، وقد جمّع ونقّح ثقافات عربيّة وفارسيّة وهنديّة ويونانيّة مُختلفة في مجلدات أدبيّة شهيرة.