الجدل بشأن اللدونة العصبية 1 من اصل 13

ما حدود إعادة تشكيل الخلايا العصبية في الدماغ؟
يعد “مايكل ميرزينك” (“سايكا” و”ميرزينك” ٢٠١٠) و”نورمان دويدج” (٢٠٠٧) و”جيفري شوارتز” (“شوارتز” و”بيجلي” ٢٠٠٢؛ “شوارتز” و”جلادنج” ٢٠١١) قادة بين علماء الأعصاب؛ حيث بدأوا فصلًا جديدًا في التفكير في دور الدماغ في تغيير السلوك. تزخر حركة “اللدونة العصبية” هذه بالتفاؤل بقدرتنا على إعادة تشكيل الخلايا العصبية في دماغنا. مصطلح ” اللدونة ” ذاته يشير إلى عكس “التصلب أو الجمود”. هناك ثلاثة أنواع من اللدونة: قدرة الخلايا العصبية على تولي وظائف جديدة وقدرة الدماغ على إعادة بناء نفسه وقدرة الأفراد على تغيير سلوكهم. لنلقِ نظرة على ما يعلنه العلماء: يصف “دويدج” (٢٠٠٧) ظاهرة يسميها “اللدونة التنافسية” (صفحة ٥٩).
ويمكن القول إنه إذا توقف المرء عن استغلال مهارة معينة ومارس مهارة غيرها فستنتقل المساحة التي كانت مخصصة فيما مضى للمهارة السابقة في الدماغ إلى المهارة اللاحقة. إن اللدونة تعني أن الدماغ ليس قادرًا على تعلُّم مهارات جديدة فقط بل إن المهارات التي نكررها تصبح مترسخة باستمرار على حساب المهارات غير المستغلة بحيث نمر بمعركة لاحتكار المساحة؛ فالمعرفة الجديدة تطرد المعرفة القديمة لذا أفضل طريقة لنسيان شيء ما هو غمره حرفيًّا بنمط منافس؛ حيث إن المادة الكيميائية “أوكيستوسين” – أو المادة الكيميائية المعروفة باسم مادة “العناق” – ترتبط بهذه العملية؛ حيث تُفرز مادة “أوكيستوسين” بتأثير ذي حدين: تحل جزئيًّا الارتباط القديم وتساعد على إنشاء ارتباط جديد. فمثلًا يتعلق المرء بطفله الأول من خلال التأثير المحفز لزيادة مادة “أوكيستوسين” في أثناء حمل الطفل قريبًا من صدره.