الجد والحفيد
الغزالات نائمةٌ يا بنيّ هناكَ
الضفافُ عذاب
لم أكنْ وقتها أتقنْ الحلمَ
أو أحسِنُ الرميَ
والأصدقاء
لم يكن ساعدي ساعدي
قلتُ من تعبٍ يكمنُ الشعرُ للعابرين؟
قال: يمكنُ
من وجعٍ في سؤال القرى؟
من مللٍ في انتظارِ الحمام؟
قال: هذا سؤالٌ ينبِّهُ نوم الغزالات يا ولدي
سوف تنصبُ فخّكَ عمّا شتاءٍ وخوفْ
لا تسلني
ولا توقظِ النصّ يا ولدي
فتبوءَ بأحزانِ عشّاقَها
الغزالاتُ من وجعِ العابرين
كان جدّي على عرشِهِ
حين قبّلني وبكى
وبكيت
ثمّ قمتُ ولوّحتُ
لوّحت للبيت
قلت يمكنّ ألاّ أراهُ السنةَ المقبلة
«كلّ صيفِ أجيء، فنضحك مثل صديقين بينهما «منقلةْ»، يشربانِ معاً لبناً بارداً، ويحثّان حَبّ الحصا من بيوتٍ إلى قبضةٍ رخوةٍ، ويعاتبني: «قد زغلت» إذا فاتني ثَمَّ بيتٌ ولم أعطِهِ حجراً. كلّ صيفٍ أودّعُهُ، وأعود إلى ظلّ منفىً أليفْ».
*
كنتُ أخشى إذا عدتُ ألاّ أراهُ
وقلت سأملأُ عينيّ من وجهه
فمشيت
حينها:
سال وجهٌ حزينٌ
تبسّم مثل عجينٍ على الصاجِ
استدارَ فصار رغيفاً
سال وجهٌ على الأفقِ
ظّللني
فهتفتُ: الغزالاتُ (حردانةٌ)
وحمام القرى خائفٌ
وأنا؛ لم أعد صالحاً للرمايةِ والأسئلةْ
لم يزل ساعدي ساعدي.
**
ليس بعد؛
تركنا الطرائدَ تعدو
وتلبس خُفّ الأمانِ المراوغِ
كنّا استبقنا إلى آخر السطرِ؛
جدّي
السهامُ
الرفاقُ
غناءٌ شحيحٌ يُضوّي
ويخفتُ كلّ غدٍ خارجٍ من ضحى
وأنا العبدُ لله أيضاً
ركضتُ وفي جعبتي ثَمّ أنشودةٌ لا تنامُ
غفوتُ قليلاً
تشبثت بالسطر حتى تمرّ الطرائدُ
مرّت سلاقي الكتيبةِ
مرّت غيومٌ
ومرّ قليلٌ من الجندِ
كانوا يغنّون أحلامهم
في شتاءٍ عصيٍّ
ولم يعبأ السطر بالدندنات
التي نفثوها على الدرب
..
ومرّ المهرّب يحمل بيتاً بأشجارهِ
ولم يعبأ السطرُ
مرّ «الغلابى» يجرّون أضغاث أحلامهم
ومرّ صديقٌ قديمٌ
فناديته أن يظلّ، ولكنه مثل حلمٍ تلاشى
ولم يعبأ السطر
وكنت انتبهتُ
فلاحت على البعدِ أولى الطرائدِ
قلت استفق يا رفيقي
وأمسكت سهمي
تثنّيتُ ثمّ رميت
فمالت سطور الحكايةِ عن رمي قوسي
وظلّت على السطر تعدو
الطريدةُ من شجنٍ لم اصدهُ
ومن «عربٍ» نزلوا وادياً آخر الأغنيةْ
وأنا العبدُ لله
كنت انتبهتُ
رسمتُ سطوراً
لتعدو الأغاني بعيداً عن الموتِ
بريتُ سهامي وأطلقت
أطلقت
ولم أنتظر نجمةً في الصباح.
شاعر سوري
عيسى الشيخ حسن