ومما يتعلل به المعلنون هو أن يجعلوا المشترين يحفظون أسماءهم وعناوينهم،ولكي يتصلوا إلى ذلك تراهم يطبعونها على الأشياء التي يكثر استعمالها، كالورقالنشاف، وعلب الكبريت، والجرائد، والمجلات، ودفات الكتب … إلخ، ويرى الأميركيون أن خير أسلوب لبلوغ تلك النتيجة هو أن يرسلوا إلى المشترين قوائم مصورة تصويرافنيا، ومشتملة أحيانا على قصة موقع عليها من قبل كاتب معروف، وقد أخذت هذهالطريقة الشافية الغالية تشيع في فرنسا منذ وقت قريب.ومن قواعد النشر الثابتة هو أن الإقبال على المنتجات المعروفة لا يلبث أن يخفعندما ينقطع إعلانها، ولا ريب في أن ضعف ذاكرة المشاعر التي بحثنا عنها آنفا هوعلة ذلك.
وشأن التصاوير كبير في الإعلان، وقد بينا ذلك وقتما بحثنا عن تأثير الإعلاناتالمصورة في الانتخابات النيابية الأخيرة التي وقعت في إنكلترا، وفي اكتتاب المتطوعين فيسلك الفرسان عندناويكون ذلك الشأن أعظم إذا كانت الصور ترمي إلى المقايسة بين شيئين أو أكثر، فإذا أريد ترويج مائع يشفي الصلح مثلا، فإن مما يؤثر في المشتري أنيحتوي إعلان ذلك المائع على صورتين لرجل واحد، إحداهما تدل على حاله وهو أصلع،والثانية عليه بعد أن عوفي من الصلع، واكتسى رأسه بالشعر بتأثير المائع المذكور.ويستعين الماليون على ترويج أشغالهم بمثل الوسائل التي يتذرع بها أربابالصناعات، ولكن على مقياس واسع، فأحيانا يشترون أكثر الصحف لتمتدح أعمالهم،وأما التي لا يقدرون على جعلها موالية لهم فإنهم على الأقل يشترون سكوتها.