الجزائر تعرض تجربتها في مجال المصالحة للقضاء على أسباب التطرف والإرهاب
الجزائر تعرض تجربتها في مجال المصالحة للقضاء على أسباب التطرف والإرهاب
الجزائر -«القدس العربي»: افتتحت أمس الاثنين في الجزائر العاصمة أعمال الندوة الدولية حول تجربة الجزائر في مجال المصالحة الوطنية ودورها في الوقاية ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، وذلك في إطار الندوات التي تنظمها الجزائر من أجل استعراض تجربتها، خاصة في المنطقة المغاربية والساحل والصحراء، خاصة وأن الكثير من الدول الجارة بالنسبة إلى الجزائر تعيش أزمات ونزاعات وعدم استقرار، ما شجع بروز جماعات إرهابية ومتطرفة.
وكان وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل قد أشرف أمس على افتتاح أعمال الندوة، والتي شارك فيها موظفون كبار وخبراء في هذين المجالين وممثلون عن الدول الأعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب، ومجلس الأمن الأممي، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن دول منطقة الساحل والصحراء، ومنظمات دولية وإقليمية، في مقدمها الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، والاتحاد الأوروبي، وآلية الاتحاد الافريقي للتعاون في مجال الشرطة (أفريبول) ومكتب الشرطة الأوروبية (أوروبول) ورابطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال عبد القادر مساهل وزير الخارجية في كلمة ألقاها في افتتاح الندوة إن المصالحة الوطنية شكلت بالنسبة للجزائر خيارا حاسما في وقف إراقة الدماء، والقضاء على التهديد الإرهابي الذي كان يحدق بالبلاد، فضلا عن مساهمته استتباب السلم والأمن، وإعادة تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واعتبر أن الندوة فرصة للإطلاع على مختلف أبعاد هذه التجربة التي سمحت للجزائر بأن «تجد في قيم أسلافها وفي عمقها البشري والثقافي، وفي حكمة رئيسها وسماحة شعبها، الاستعداد الأخلاقي والشجاعة والإرادة، بما يسمح بوضع حد للمأساة التي عرفتها البلاد ولم شمل أبنائها حول هدف وحيد..وهو بناء جزائر جمهورية ديمقراطية متمسكة بقيمها متسامحة منفتحة على العالم ومواكبة للعصرنة». ويهدف تنظيم هذه الندوة إلى التعريف بالتجربة الجزائرية، على اعتبار أنها من أوائل الدول التي عانت من ويلات إرهاب دموي منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وهي مأساة عصيبة دامت أكثر من عشرية كاملة اصطبغت بلون الدم والدمار، قبل أن تقرر الجزائر اعتماد سياسة الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية مع وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم، الأمر الذي مكن الكثيرين ممن حملوا السلاح من العودة إلى بيوتهم وترك الجبال التي كانوا يتحصنون بها لنشر الموت والرعب. وشرعت الجزائر منذ حوالي سنتين في استعراض تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب، والسياسات التي اعتمدتها في مكافحة الإرهاب والأسباب التي تشجع على التطرف العنيف، وعدم التركيز فقط على المقاربة الأمنية، التي أثبتت محدوديتها في معالجة ظاهرة معقدة مثل الإرهاب والتطرف، إذ سبق للسلطات الجزائرية أن نظمت ندوة حول تجربتها في مجال القضاء على التطرف في يوليو/تموز 2015، ثم ندوة أخرى حول دور الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في الوقاية ومكافحة التطرف والجريمة عبر الانترنت في أبريل/ نيسان 2016، وندوة ثالثة حول دور الديمقراطية في الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في سبتمبر/ أيلول 2016. من جهته قال إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن لدى الاتحاد الافريقي إن افريقيا في أمس الحاجة إلى خبرات وليدة المنطقة وحقائقها، معتبرا أن لقاء الجزائر سيكون فرصة لتدارس عديد المشاكل وعرض خبرات بعض الدول على المشاركين في هذه الندوة. وبخصوص الملف الليبي قال شرقي إن الليبيين بحاجة إلى المقاربة الجزائرية اليوم من أجل الخروج من الأزمة التي يعيشها هذا البلد الجار، مشيرا إلى أن الندوة الدولية التي تستضيفها الجزائر حول دور المصالحة الوطنية في الوقاية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب، فرصة لتدارس الخبرات، والاستفادة من تجارب وإسهامات المشاركين فيها.