الحب العملي

الحب العملي6من اصل7
الحب العملي6من اصل7

6من اصل7

 

اتصل بها وأخبرها أن تعود، أو أن تنتظرك لتحضرها.. ارتدي أفضل ما عندك، وليرتدي الأولاد كذلك، وعند دخولها اجعل لافته تفاجئ عينيها مكتوبا عليها: «نحن نحبك يا ماما».

اهمس في أذنها الآن:

« أنا صاحب الفكرة؛

لأني أحبكــ أكثر منهم».

عاشرًا: انتم لباس لهن:

جلسا أمامي وقد بدت المأساة في وجهيهما؛ كانا عروسين في سنتهما الأولى، شابين متقاربين في السن، وقد أنهك الزوجة ذلك الحمل الذي يستعد لأن يستقبل الدنيا.. وجلسنا، وكانت رابعتنا زوجتي التي جلست. بجوار الزوجة تكفف عنها بعض الدموع.

قلت لهم: من يبدأ في الكلام؟

أراد أن يتحدث فأسكته بابتسامة خفيفة – وقد كان صديقًا عزيرًا لدي – وقلت لها: تفضلي.

ومن خلال صوتها الواهن وضعفها بدأت تقص.

قالت كثيرًا…

وبكت كثيرًا.. وأنا أسجل ملاحظاتي في ورقة أمامي، وكلما رفعت رأسي وجدتها تشيح برأسها بعيدًا عنه حتى لا تلتقي عيونهما، ورأيت أثر كلامها في تغير لون وجهه…

وبعد أن انتهت من كلامها مع آخر أنفاسها المجهدة، نظرت إليه فرأيت شبه سؤال في عينيه؛ تجاهلت السؤال، وقلت له: تفضل.

لم يجد بدًا من أن يفصح؛ فقال لي: هل أتكلم؟

قلت له في غموض: تفضل.

وعندما هم أن يتكلم، وبعد جملتين قلت له: هل ستحكي كما حكت هي؟

قال لي وقد بدا منفعلاً: ألم تحكي كل شيء؟

قلت له: لم تحكي شيئًا؛ كل الذي قالته يتلخص في جملة واحدة؛ وهي أنها حامل ومتعبة ومرهقة وأنت لا تقدر هذا في طلباتك اليومية.

قال وقد فهم ما أريد: هي إن حكت شيئًا فأنا أقدر ظرفها، أما أنا فلا أفضح زوجتي أمامكما.. على العموم أنا عرفت شكواها وسأحاول أن أتجنبها.

 

m2pack.biz