الحرب ضد “داعش” تستنزف موارد العراق والأخير يدعو لخفض إنتاج النفط
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم أمس الثلاثاء، منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” إلى عقد اجتماع جديد لمناقشة خفض إنتاج النفط، مشيراً إلى أن سعر برميل النفط ما زال دون المستوى المطلوب لسد عجز الموازنة، موضحا أن العراق بحاجة إلى أن تبلغ أسعار النفط 60 دولارا للبرميل من أجل سد هذا العجز.
وزير الدفاع الأمريكي: لسنا في العراق للاستيلاء على نفط أحد
في هذا الصدد يقول الدكتور فلاح اللامي، المستشار الاقتصادي لمنظمة الأمم المتحدة في العراق ل”سبوتنيك”، “إن دعوة العبادي إلى خفض جديد لإنتاج النفط هو موضوع تحتاجه جميع الدول المصدرة لهذه المادة، لأن تدني الأسعار مع وجود الاضطرابات في أكثر من بلد من البلدان العربية والإسلامية جعلها في وضع سيء والمستفيد الوحيد هي الدول المستوردة للنفط.
وأشار اللامي إلى أننا نحتاج لأن يكون هناك وعي عالمي بهذا الإنتاج، حيث أن النفط ينفذ، والبنى التحتية والاستثمارات العربية والإسلامية تحركها عمل الشركات العالمية في دول أوروبا وغيرها، وهذه الدول المنتجة لم تضع خطة بديلة لوضع اقتصادها على طريق صحيح، تمكنها من خلق اقتصادات كبيرة ممكن أن يكون لها تأثير على الدول المستوردة، ولنكون بذلك أمام عملية موازنة بين الاقتصاديات العالمية، فغالباً ما نلاحظ الفقر موجود في البلدان النفطية. لتكون البلدان المصدرة للنفط من بين أفقر البلدان في العالم”.
وأضاف اللامي “إن الضغوط الدولية هي من تؤثر على قرارات منظمة “أوبك” وغيرها من المنظمات، كما أن هذه الضغوط تؤثر في الكثير من البلدان المصدرة للنفط في عملية صنع قراراتها، لكي لايكون لهذه الدول المنتجة قرارات سيادية تؤثر على مصالح الدول المستفيدة. العراق معتمد على النفط بشكل كامل، وهو بذلك يضع نفسه في خانة صعبة جداً، حيث أن أغلب اقتصادياته معطلة كالصناعة والتجارة والزراعة”.
بدوره، وحول الموضوع ذاته، يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور خالد عبد الإله ل”سبوتنيك” ” إن دعوة العبادي لمنظمة أوبك تدخل في إطار الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق، حيث أن الحرب مع تنظيم “داعش” الإرهابي تستنزف الموارد الاقتصادية، واقتصاد العراق هو اقتصاد ريعي يعتمد على تصدير النفط، وأن أي تذبذب في أسعار النفط تنعكس سلباً على العراق. وأشار إلى أنه على الرغم من القروض المقدمة للعراق من صندوق النقد الدولي وألمانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، لكنها لم ترتقي إلى مستوى يسمح معه بأن يكون هناك معالجات حقيقية.
وتحدث عن اعتقاده بأن الفساد المالي والإداري هو المتسبب في ذلك، مبيناً أن الكثير من الدول أحجمت عن مساعدة العراق ما لم يكن هناك تصحيح لقوانين مكافحة الفساد الإداري، وهو الموضوع هو الذي دفع بالعبادي إلى استقدام بعض المفتشين الدوليين من أجل أن يكون هناك مراجعة لكل المشاريع والموازنات التي تم صرفها، إضافة إلى أن ألمانيا سوف ترسل منسق خاص من الحكومة الألمانية من أجل أن يكون هناك نوع من التنسيق على المستوى الاقتصادي ومساعدة العراق في هذا الجانب”.
وأضاف عبد الإله ” دعوة العبادي اليوم تأتي من أجل تغطية العجز الحاصل في الموازنة العراقية ليتسنى للعراق الإيفاء بالتزاماته الداخلية والخارجية، علماً أنه لولا العراق لما حصل تخفيض في الإنتاج النفطي من الدول المنتجة في الفترة الأخيرة، حيث التزمت البلدان في قرار خفض الإنتاج حتى من قبل الدول التي تقع خارج منظمة أوبك. وإن الحديث عن أسعار النفط يدخل في إطار المضاربات بين الدول الكبرى، بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، الأمر الذي تضرر العراق بسببه”.