3من اصل3
ظهرت في المقاطعات المتحدة (هولندا) مؤسسات قريبة من دور العمل، حيث يسود النظام الصارم والعمل الإجباري والعقوبات. كانت إحدى هذه العقوبات تتمثل في وضع المتسول السليم البنية العائد للإجرام في جوف بئر تمتلئ ببطء بالماء. وهكذا يتعين على المتسول أن يضخ الماء بلا توقف، لكي ينقذ نفسه من الغرق، مكتشفًا في الوقت ذاته إن لم يكن مذاق الجهد فعلى الأقل قيمته. وربما يكون هذا المنهج قد تم اختباره جيدًا لتحقيق فاعلية استثنائية. في أمستردام، وجنت، وبروكسل، وإيبر، سميت هذه الإصلاحيات بمنازل التأديب. كما كان يُطلق عليها أحيانًا منازل صقل الأخشاب، إشارة إلى العمل الإجباري الذي كان يقتضي قشط نوع من الأخشاب المكسيكية كان يُستخدَم كصبغة حمراء. استنادًا إلى المبدأ نفسه، سميت دور أخرى بمنازل الغزل. وامتدت الحركة عينها إلى السويد، وبولندا، وروسيا …
بالطبع، لم يكن عدد المجانين داخل هذه المؤسسات أكبر منه خارجها، وفقًا للهدف الأصلي. وعلى أي حال، يبين هذا إلى أي مدًى لم يأتِ مرسوم ١٦٥٦ كحدث مفاجئ أشبه بالصاعقة، كما يوضح أن السلطة الحاكمة لم تكن “تستهدف” (لاتخاذ لغة معاصرة لا تمتُّ بصلة لروح العصر) “الجنون”، بل الكسل، وما ينتج عنه من كُفر وخطورة.