الحزن والتخلي عن الماضي ونسيانه

فقرة 4
فقرة 4

4 من أصل 4

ولكن ما الأسباب التي تجعل الإنسان يتشبث بالماضي رغم أنه لا يمكن استعادته بأي حال من الأحوال؟ المدمنون لديهم كثير من الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك، ولكنهم عندما يدركون تلك الأسباب ويفهمونها حق الفهم يسهل عليهم التخلي عنه. ونحن نورد هنا بعضاً من تلك الأسباب:

ربما يكون المدمن قد اعتاد على حمل متاع أحزانه معه في كل مكان إلى أن أصبحت تلك الأحزان جزءاً منه. والمدمن إذا ما أنزل تلك الأحزان عن كاهله وخلفها وراءه قد يشعر بالغرابة بل وبالخطأ أيضاً.

قد يخشى المدمن التخلي عن أحزان الماضي، برغم القلق الذي تسببه له في كل مكان، والسبب في ذلك هو ارتباط تلك الأحزان بأسرة المدمن بشكل أو بآخر. (لابد من انتماء المدمن، لأنه يحمل متاع أسرته!).

قد يكون المدمن متشبثاً بفنتازياً الطفولة التي مفادها أن من يلومهم على مشكلاته سوف “يفهمون”، في النهاية، “ذلك الذي فعلوه معك” ثم يعطونك ما تريد: ولكن ما يدعو إلى التهكم هنا، أن أفراد أسرة المدمن إذا ما غيروا أنماط سلوكهم الراسخة منذ زمن بعيد، فإن ذلك التغيير سيكون، في أغلب الأحيان، استجابة للتغيير الذي طرأ على المدمن نفسه.

قد يتشبث المدمن بالغضب والاستياء باعتباره أسلوباً من أساليب تحاشي الإحساس بالأحزان والخسائر الماضية. والمدمن إذا ما ركز اهتمامه على “ذلك البعيد” (أحزان الماضي) ربط طاقته بلوم الآخر، يستحيل عليه الاستجابة للمشاعر.

وإذا ما حمل المدمن معه ذلك الاستياء والغضب إلى أي مكان يذهب إليه، فذلك يعني أنه يتحاشى تحمل مسئوليته عن نفسه ويهرب منها، والسبب في ذلك أن المدمن إذا ما تخلى عن متاع أحزانه، فلن يكون هناك شيء آخر يشده إلى الوراء (الماضي). وهذا يعني أن المدمن يتحتم عليه أن يتغير.

 

 

m2pack.biz