الحلم
‘إلى حبيبتي نوار’
حلمتُ بعينيك في غرفة الموت…
يا كانتا مثل لؤلؤتين
تضيئان في عتمة الوقت
تشتبكان مع الوهم
نصف الحقيقة أني رأيتهما تلمعان
ونصف …بكيت
وكنت إذا رنّ في داخلي لحن أغنية
-رغم كل الرحيل الذي أصاب الأغاني –
لمحتهما مثل نورستين
تطيران بين الشموس على شاطئ أخضر
يركض الموج نحوهما خلف قلبي
ويجهش بالزبد الحلو…
أهذي قليلاً
أناديهما
ينظران إلي
فأعلم اني بدأت كثيرا
وأني على عادتي
أن إذا ما بدأت
أكون انتهيت
(2)
تعلمت أن أبغض الموت في غرفة الموت…
حتى تجرأت أعبس في وجهه
كان نذلا قويا
يعربد فوقي وتحتي
ويسحق كل الجهات
ويلتف حولي
وكنت أعدّ أسباب ضعفي
وعيناك تفعل فعل الملائكة
في دعة
تحرساني كما تحرس الأم أطفالها
وتلمان غيبة وعيي
وخترفة النوم في برزخ
لا يفرق بين القرابين والصور الآدمية
أهبط …أهبط في لغة صعبة
حينما يلمس الموت روحي …
عصيّ على الفهم خطف المكان
فلا غرفة الموت تعلو
ولا جسدي في المنام ينام
وإن كنت في لحظة من جموحي
هويت
(3)
حلمت بعينيك في غرفة الموت
واجتاحني عاصف هائل
بفرد الذكريات الجميلة
أحملهما فوق ظهري
وأعمرهما صورة صورة
مثلما هاجني في التفاصيل
بيت
ورتبت حلمي
وقلت لكل الهوى…
يا هوى
وانتصرت على الموت في غرفة الموت
لما حلمت بعينيك
ثم كتبتهما…
وارتميت !
*شاعر سوري