الحموات في السينما المصرية: ميمي شكيب « الدلوعة الأرستقراطية»
«حماتي يا نينة دلوعة عليا» لا أدري لماذا أتذكر هذه الأغنية بالتحديد للفنانة ليلي نظمي عندما أشاهد الفنانة القديرة ميمي شكيب في دور من أدوراها الفنية في السينما المصرية القديمة و هي تجسد دور الحماة الأرستقراطية الدلوعة « بنت صلطح بابا ».
رغم خفة دم الفنانة ميمي شكيب والتي لا يختلف عليها أثنان، إلا أنها كانت المنافس الأول للفنانة ماري منيب في دور الحماة الشريرة مُختلقة المشاكل في السينما وقد شاركتها العديد من الأفلام لعل أبرزها فيلم “الحموات الفاتنات” في دور “سعاد هانم” التي تنحدر من أصول أرستقراطية ذو طابع خاص و نمط حياة معين ترغب في فرضه على ابنتها و زوج ابنتها.
أيضاً لا ننسي دورها في فيلم البحث عن فضيحة عندما كانت تختلق المشكلات لرفض عريس ابنتها المكافح لمجرد أنه “دقة قديمة”. ولكنها سرعان ما ترضخ في نهاية الفيلم لأمر الزوج الذي يُعيدها إلي رشدها و يرغمها على التواضع و التخلي عن “العنتظة الكدابة” و التعالي .
هذا النوع من الحموات رغم صعوبة التعامل معه إلا أنه يعد مقبولاً نوعاً ما عن الحماة القنبلة الذرية التي تحدثنا عنها في بدء الأمر.
وكالعادة ما أجمل الأفلام و نهايتها السعيدة بتحول الحماة 180 درجة إلي النقيض الطيب الهادئ المسالم مع نزول تتر النهاية..
في أرض الواقع الأفلام تتكرر يومياً و أحياناً في اليوم أكثر من مرة مع الحماة “الدلوعة الأرستقراطية”..
إذا كنتِ ممن يمتلكن حماة ك”ميمي شكيب” فإليكِ الحديث التالي:
عادة تعتقد هذه الحماة أن مستواكِ الاجتماعي أنتِ و أسرتك لا يرقي إليها و بالطبع لا يرقي ل”حبيب القلب ابنها”. لذا تتعمد دائماً أن تحرجكِ وتتعالي عليكِ في كل مناسبة خاصة أو عامة وفي كل فرصة تحين لها لتتصيد لكِ الأخطاء بدءً من طريقة حديثك و ذوقك في الملابس و مظهرك بشكل عام حتي تعليمك و سلوكياتك لتظهرك دائماً بمظهر “البيئة” !
مع هذه الحماة اعتبري نفسك دائماً في مباراة شرسة وتحفز دائم منها لمحاولة اثبات التفوق عليكِ.
توقعي دائماً عبارت مثل ” إيه الذوق البلدي ده، أنتِ بتشتري هدومك منين؟” يعقبها ضحكة متقطعة شريرة بدلع، ” أنا مش عارفة ابني كان عقله فين لمّا اختارك، كان مالها سوزي بنت فيفي هانم” – قديمة أوي هانم دي صح؟ بس صدقيني هتلاقيها بتقولها-.
عيوب هذه الحماة:
بالطبع الجواب باين من عنوانه!
· التعالي و الاهتمام بالمظاهر و تصيد الأخطاء
· التدخل في كل صغيرة وكبيرة بغرض تعديل ذوقك وجعلك نسخة ترقي لمستواها –مهما كان مستواكِ راقياً-.
· محاولة التقليل منكِ و إحراجك دائماً.
· محاولة تغير رؤية زوجك لكِ و إظهارك بمظهر المهملة في نفسك ومنزلك و أولادك.
· التعامل معكِ دائماً بتجاهل بإعتبار أن رأيها هو الأفضل بالطبع.
· دائماً ما تتعامل بأنها أصغر من سنها الحقيقي كحماة و جدة مثلاً، ربما بدافع الغيرة من الزوجة التي خطفت ابنها فجأة.
مميزات هذه الحماة و أن ندرتّ :
· ربما تكمن في رقيّ حديثها أحياناً إذا لم يكن جارحاً.
· في تربيتها لأبنائها أيضاً.
· أنها عادة تنحدر من أصول طيبة و إذا حدثت المعجزة و تخلت عن التعالي ستصبح حماة مسلية الحكايات. –ستتحول إلي ليلي علوي في مسلسل حديث الصباح و المساء-.
و الآن كيف تتعاملين مع حماتك الدلوعة يا سوبرماما؟
· أترين كلمة “سوبر” في السؤال و في الموقع و في حديثنا بشكل عام، لا عليكِ تعاملي كأنكِ سوبر فأنتِ بالفعل كذلك!
· إذا كانت حماتك Over في تصرفاتها وتعاليها ومواقفها السيئة، اخبري زوجك مباشرة ليضع حداً لهذا الأمر ..تحدثي معه برفق و دلع –كوالدته- و دعيه يتصرف.
· تجنبيها و حاولي دائماً أن تأكدي عليها أصولك الطيبة في تعاملاتك مع أهل زوجك بشكل عام، اجعليها تعلم كم أن أصلك طيب وكريم.
· البرود ثم البرود ثم التجاهل، سيجعلها ذلك تملّ من مضايقتك.
· اخرجي أسلحتك أيها السوبر- أسلحتك الأخلاقية-، دائماً استعرضي مواطن القوة لديكِ مثلها، تحدثي عن عائلتك بتقدير و عن نجاحك في عملك وتربية أبنائك، دعي ذوقك و أسلوبك يجعل الأخرين يتحدثون عنكِ، اغلبيها ب”لباقة الحديث” وسرعة البديهة في الرد.
· تأكدي أنكِ مهما فعلتِ فلن “يعجبها العجب” لذا لا تحملي نفسكِ فوق طاقتها واهتمي ببيتك و أسرتك ولا تلتفتي لحديثها الجارح.
· و أخيراً، احرصي دائماً على أن تراكِ أنتِ وزوجك في أحسن حال و أفضل صورة ولا تعطيها فرصة للشماتة و الانتقاد.