الحوار
يشير التعريف اللغوي للجذر “حَورَ” إلى دلالاتٍ عدة، منها الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، وهي دلالة تقترب من دلالة لفظة “حوار” التي تدل على: التحادث والتجاوب القولي، فالمحاورة: المجاوبة، واستحاره: استنطقه ، والمحاورة: حسن الحوار ومنها أيضاً: كلَّمتُه فما ردَّ على محورةٍ (أي كلام)، فهي تعطي في طياتها دلالة خلقية تتعلق بكيفية الحوار وأدبه.
الحوار يستلزم طرفين أو أكثر، ولا يتم إلا في جو أدبي يتيح السمع والقول بين المتحاورين. وتتسع دلالة الحوار معجميا فتكون بمعنى: جادله ، والجدال يعطي فرصة للقول والمراجعة بين المتحاورين.
الحوار من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تتطلبها الحياة.
دلالة الجذر اللغوي “حور” بمعنى الرجوع، تتفق كثيراً مع دلالة الحوار، وإن كانت الأولى أعمّ وأشمل للأشياء والبشر.
أما الثانية فهي تقتصر على الحوار بين البشر غالبا، فالرجوع عن الشيء وإلى الشيء، يدخل ضمن معطيات الحوار، الحوار يعطي الفرصة لتعديل الرأي والرجوع عن مواقف وأمور، وهذا ما أشارت إليه المعاجم اللغوية ف ” حوّر الكلام أي غيّره والتغيير يكون تبعا لمستجدات في العقل أو الحياة أو الأشياء وهذا يعني الرجوع أيضاً.
من طبيعة أي حوار هادف؛ أن يؤدي إلى التفاعل والمشاركة بين المتحاورين.
الحوار حقيقة مجتمعية إنسانية، فأينما وجد المجتمع البشري، وجد الحوار، لأن اللغة قاسم مشترك بين البشر، ومن وظائف اللغة التعبير عن حاجات الإنسان، البسيطة المتصلة بحاجاته الإنسانية من طعام وشراب وغيرهما، أو في المستويات العليا من النقاش الفكري والديني والاجتماعي. فالحوار ” حديث يدور بين اثنين على الأقل ويتناول شتى الموضوعات.