الحياة في الجماد
ولكن مهلا فلعل هذا الحكم لا يخلو من صدق، فما خلا يوم من ضحكة صافية أو لعبة جديدة أو هيام عذب بأصحاب ومواسم وحلوى وسينما وغناء بالإضافة إلى ساعات صفو وهناء في رحاب الأسرة. وحتى في أشد حالات الضيق هناك الخيال ألوذ به فيرحل بي إلى عوالم غريبة، ويخلق الحياة في الجماد، ويبدع الحكايات. ويتلقى من الوجود صورا للأشياء والنساء والرجال والعلاقات سينضجها الزمن ويحولها إلى معانٍ ما كانت تخطر بالبال. وبفضل ذلك كله أتدرب على تمثيل أدوار لم يأن زمانها بعد، فأقوم برحلات إلى بلاد الواق الواق، وأحوض معارك ضارية.
نجيب محفوظ