الحياة واسعة و ضيقة
الحياة واسعة و ضيقة. لما نكون فيها نزرع و نقلع و نربّى و نكبّر و نشيل و نحط و نروح و نرجع و نطلع و ننزل و نحب و نكره و نحمل الهم و ننتظر الفرج ، تكون واسعة. و لأننا فيها، عن يميننا ناس و شمالنا ناس و فوقنا ناس و تحتنا ناس، الكل مهموم أو فرحان و الكل فيها… تبقى واسعة. و لو وقفنا بعيد، نقول ضيقة مثل خرم الابرة ، و نقول ايه يعنى نعيش عشان نموت ، و نبنى و البنا نهايته هدد،و نعمر و الريح تاخد ، و نكبّر و نفتح كفوفنا نلاقيها قاضية. أنا بقول نعيشها نشوفها واسعة حتى لو ضاقت ، و لما نفكر فيها من بعيد نشوفها خانقة و ضيقة و لا معنى و لا لزوم. مثلا لما اشتري كتاكيت وأبص عليها وهي صغيرة وأصفرها جميل وبتعافر، وكل فرخ منها يردّ الروح، أوكلها وأشربها وأنظف حواليها واصطبح بيها كل يوم وأشوفها بتكبر، قلبي يرفرف. طب يا ندى لو فكرت لإني اشتريت الكتاكيت عشان لما تكبر تندبح ، أذبحها أنا أو غيري، يبقى فرحي بيها ورفرفة قلبي عليها جنون. خلفة العيال مش زي الكتاكيت بس زيها، يعني أحمل تسع شهور وروحي تتعلق بالولد وربنا يختاره. لو الحياة مش وخداني لا أحبل بعدها ولا أربي ولا أكبّر. ولكنها بتاخدني، تسحبني فأمشي معاها، تراضيني فأرضى، تكرمني بعيل ثاني وثالث، وييجي رابع ويروح، ولكن الخامس يبقى. كبيرة وضيّقة يا بنت اخويا
رضوي عاشور