خيط رفيع في إحدى قصص الأطفال، جذب الفنانة سعاد مردم بك، لتستلهم منه فكرة معرضها الجديد.. “الخيط السحري”، والذي نلتقي فيه مع الزمن عبر لوحات ثابتة بلا حركة، فشخوصهما في لحظة انتظار ودهشة.. ترى إلى متى؟!
تدخل الفنانة السورية “سعاد مردم بك” مرحلة فنية جديدة بمعرضها الحالي الذي يستضيفه جاليري الزمالك للفنون حتى 29 فبراير بعنوان “الخيط السحري” واستلهمته من قصة “بيتر والخيط الذهبي” التي تروي قصة طفل دائماً ما يريد أن يمر به الزمن، تقول مردم بك “الخيط هو الزمن، فقد قدمت أعمالاً كان الخيط فيها هو البطل، فهو دائماً الرابط والزمن الذي يحدد الشخص فنحن دائماً في صراع معه”.
الوجوه هنا فيها دهشة وانتظار، وعندما ترسم سعاد مردم بك، لا تحدد هل هذا ذكر أم أنثى فشخصياتها تعبر عن الإنسان في العموم، وترتدي شخصياتها ملابس منقوشة وأخرى سادة في تعبير عن غرام الفنانة بالقماش، وأضافت مردم بك، إلى لوحاتها الطيور والفراشات والزهور باعتبارهم جزءاً من الطبيعة وتستكمل “هم جزء من تفاصيل الحياة اليومية التي أحب دائماً أن أشاركها مع المشاهد”، وأشخاصها ثابتون بلا حركة، فهم في حالة توقف في الزمن الذي يتحكم بهم “لا أستطيع جعل شخوصي يركضون داخل اللوحة، فهم يتحركون فكرياً”، كما ركزت على العيون باعتبارها مرآة الروح تقول “أحضرتها معي من حقبة البورتريه لأنها تكشف الأحاسيس”، وقد استخدمت خلفيات سادة حتى يظهر الخيط.
وتعمدت الفنانة في أعمالها عدم تحديد أعمار شخوصها لأن قصص الأطفال أيضاً للكبار، “أنا لا أحكي القصة ولكن آخذ فقط الخيط والزمن”، ولهذا لم يبد الخيط كأنه محرك لعرائس ماريونيت، لأن المقصود به هنا مرور الوقت وليس تحريك الأشخاص.