الخاتمة 1من اصل3
إن القبول الشعبي الذي أحاط بكتاب ممارسة الإدارة The Practice of Management ولا سيما من قبل أوساط العمل ، شكل أرضية جوهرية لتأييد الاعتراف بدرگر في وقت لاحق بمثابة أب للإدارة الحديثة ، فقد كان أول جواب تحليلي على سؤال : ماهي الإدارة ؟ وعرض الإدارة على أنها وظيفة حاسمة لإحراز التقدم الاقتصادي والتناغم الاجتماعي ، ووصف المدراء بأنهم العوامل الوسيطة التي لا غنى عنها في التغيير المؤدي إلى تنفيذ هذه الأغراض .
وحيث أن كتاب ممارسة الإدارة The Practice of Management كان الرائد في استعراض الإدارة الشامل باعتبارها تخصصاً منظماً وأحد أشكال العمل المنفصلة ، فقد سد فراغاً فكرياً وصاغ أفضل الممارسات الحالية في مبادئ ذات نظم ودمج الوظائف المتخصصة في شركة الأعمال في كل عضو متلاحم وأرسى دعائم تنفيذ مهام الإدارة وطرح الخطوط العريضة لتحسين مهارات المدراء التنفيذيين .
يعتبر دركر أن رؤيته التي طرحها والمهارات والتقنيات والمفاهيم والأفكار الأساسية التي عددها في منتصف خمسينيات القرن العشرين خطرت على باله كخلاصة للفطرة السليمة وليست كمعلم فكري ، وأنه وضع القواعد والنظم لموضوع الإدارة ورتبه مع نشر کتابي مفهوم الشركة Concept of Corporation عام 1946 وممارسة الإدارة The Practice of Management عام 1954 ، وذلك كما قال في وقت لاحق: ” جلست واستخرجت تخصص منه ” . كانت غايته الفورية أن يقيم ويبحث فيما هو معروف في الواقع عن هذا الموضوع . إنه لم يخترع أية وظيفة جديدة للإدارة بل إن أصالته تكمن في دمج التخصصات الأساس ضمن منظور کلي الشمول . كانت النظرة إلى شركة الأعمال حتى وقت يقارب نهاية الحرب العالمية الثانية هي أنها عنقود من الوظائف الميكانيكية ، وهذا موقف لم يكن الاحتفاظ به ممكناً بحلول عام 1958 التي صرح فيها درگر : ” حينما نتحدث اليوم عن شركة أعمال فإننا نعرف أن (الوظائف) غير موجودة وكفى . هناك فقط ربح العمل وخطر العمل ومنتج العمل واستثمار العمل وزبون العمل ،