الخزف الشرقي (2) 1 – 3
الأنيقتان اللتان جاءتا باللون الأزرق شكل (3) (أنظر العدد السابق). وهما إلى جانب قدرتهما على التزيين فإنهما تصلحان لوضع الزهور. أمّا خلال حكم “شين-لونج” (1736-1793) فقد أنتجت (الأزرق، الأصفر، والأخضر)، يمكن وضعهما في مداخل المنازل، لتبدوا كما لو كانتا تقومان بحمايتها، وهناك كثير من الأشخاص حتى اليوم، ممن يحافظون على مثل هذا الاستخدام، ومن أمثلة الإنتاج خلال
“أسرة “شينج”:
يعتبر عصر أسرة “شينج” بمثابة عصر الازدهار بالنسبة لتاريخ الخزف، فلقد تطورت خلاله وتقدمت تقنية هذا الفن، بالقياس إلى ما سبقه، إلا أنه، ومع كلّ كمال خزف شينج، فقد افتقد النقاء الفني لخزف أسرة “تانج” وبهجة خزف أسرة “مينج”. أمّا وحداته الزخرفية، فقد اتجهت إلى الأشخاص الأدمية، والزهور، والطيور، والمناظر الطبيعية ومن بين الإنتاج المشهور لهذه الأسرة، يجيء الخزف ذو اللون الأحمد النحاسي “لانج ياو” والخزف ذو الألوان المتنوعة على الأرضيات ذات البريق المعدني، الذي يشبه المرأة، والمطلي باللون الأسود. وتحت حكم “يونج-شينج” (1723-1735) أنتجت أنواع من البورسلين أكثر رقة ورشاقة، تمثله “الفازنان” قطع خزفية ذات شأن فني رفيع. وشكل (5) يمثل “فازة” غير عادية، شديدة الأناقة، تتكون من قطعتين، وهي مثالية لدى محبي الخزف الشرقي الصيني، محمولة على قاعدة من الخشب، ذات اللون القاتم، بحيث تسمح بظهور ألوانه البراقة، ويمكن وضع هذه القطعة في المدخل، أو بجوار قطعة أثاث ستيل، أو حتى داخل تأثيث حديث، على شريطة أن يكون مبسطا، ويمكن القول إن حكم “شين-لونج” يعد آخر الحقبات التي وصل خلالها الخزف الصيني إلى مستوى عال، وإن كان ذلك لا يقلل من أهمية ما أنتج خلال حكم “توا-كوانج” (1821-1850) ومثال ذلك الإنتاج.