الخطوات الأولى نحو حياة اجتماعية (2) 5 – 5

الخطوات الأولى نحو حياة اجتماعية (2) 5 – 5
الخطوات الأولى نحو حياة اجتماعية (2) 5 – 5

الخطوات الأولى نحو حياة اجتماعية (2) 5 – 5

أثر الأبوين على تصرفات طفلهما في المجتمع:

يرتبط تصرف الطفل تجاه أصدقائه، ارتباطا وثيقا بموقف أبويه منه. فإذا كانا يعاملانه بشدة، فسيولد ذلك لديه شعورا بالذنب: “إذا كانوا ينهرونني، فهذا لأنني شرير”. ورد الفعل الذي يستتبع ذلك، هو الإسراف في الالتصاق بهما، بغية الحصول على رضاهما وصفحهما. وعندما يوجد مثل هذا الطفل، وسط مجموعة من الأصدقاء، يكون أكثرهم خضوعا، وخوفا من الوقوع في الخطأ، ويتحاشى دائماً عقد صداقات جديدة، أو محاولة الاشتراك في لعبة لم يسبق له ممارستها.

أما إذا كان تصرف الأبوين، على النقيض من الحالة السابقة، أي إذا كانا يمنحان طفلهما الحرية المطلقة، التي يمكن أن تترجم بعدم الاهتمام من جانبهما، فإن هذا سيؤدي إلى ميل طفلهما إلى التصرفات العدوانية، وكثرة المنازعات بينه وبين أصدقائه، أو على عكس ذلك، يبدو سلبيا كما في الحالة السابقة. ويمكن أن يفسر هذا، بأن الطفل يلتزم الهدوء، رغبة منه في حمل أبويه على الاهتمام به. ويصبح الطفل سهل المراس، حتى مع زملائه في اللعب، ومما يثبت أن مقدرة بعض الناس على كسب ود الآخرين، ليست مجرد هبة من الطبيعة، بل إنها تنشأ منذ بداية الحياة الاجتماعية، على شريطة أن يترعرع الطفل في جو من الثقة في نفسه وفي الآخرين، ويتحقق ذلك، عندما يشعر الطفل بأنه موضع تقدير وعطف، وأن هناك من يحميه، ويكن له الحب لذاته، وليس من أجل ما هو قادر على عمله فحسب.

m2pack.biz