الدراسات التاريخية4 من أصل 4
وثمة مجموعة أخرى كرهت الفيلم استنادًا إلى الشعور بأن جميع الشخصيات الذكورية في الفيلم ” خنازير” أو ” مختلُّون عقليٍّا” 29 من هذه الزاوية، لا تبدو ثيلما ولويز مجرمتين عنيفتين فحسب، بل إن الفيلم نفسه – كما اعتُقد – يسعى لتبرير سلوكهما من خلال تبنِّي وجهة نظر نِسْوية معادية للرجال. ورغم أن البعض افترضوا أن ردَّ الفعل ذاك قد صدر بما يتفق والنوع ) فالرجال كَرِهوا الفيلم، والنساء أحبَبْنَه)،
فإن الأمر لم يكن كذلك. فالكثير من النقَّاد الذكور الذين كتبوا عن الفيلم أحبُّوه؛ في حين ليس كل الناقدات بلا استثناء فعَلْن ذلك. بيد أن أكثر المنتقدين صخبًا كانوا من الرجال؛ على سبيل المثال ذلك الكاتب الذي زعم أن “مهاجمة الرجال استشرت كالنفايات السامة في أفلام السينما السائدة.” 30
كان ردُّ الفعل الثالث سلبيٍّا هو أيضًا، غير أن هؤلاء النقاد وجدوا في الفيلم نموذجًا للنسوية “الزائفة”. فالفيلم في نظرهم مجرد عمل نمطي من نوعية أفلام الصديقين يقوم على تيمة الانتقام، ويسعى إلى قلب الأدوار الاجتماعية عبر الزجِّ بالنساء في أدوار تُسنَد عادةً للرجال (نيومان وريدفورد في بوتش كاسيدي وطفل صندانس” (بوتش كاسيدي آند ذا صندانس كيد)، على سبيل المثال ) فبالنسبة إلى هؤلاء النقَّاد، لم يكن الفيلم مقنعًا؛ لأن ثيلما ولويز اعتمدتا بكثرة على الحلول الذكورية ) أسلحة نارية وسيارات سريعة) بدلًا من الحوار والبَوْح بمكنون الذات ) اللذين يُفترض أنهما الوسيلتان النسائيتان في حلِّ المشاكل). وكلَّما تعمَّقنا في تقصِّي عملية تلقِّي ” ثيلما ولويز” اتضح لنا بصورة أكبر أن اختزال النقاش في نمط “هو قال / هي قالت” ينطوي على تبسيط مخلٍّ أكثر مما ينبغي.