الدعاية والتأثير على الثقافة 1 من أصل 2

 

الدعاية والتأثير على الثقافة 1 من أصل 2

 

 

الدعاية والتأثير على الثقافة 1 من أصل 2
الدعاية والتأثير على الثقافة 1 من أصل 2

تُصمَّم الدعاية بحيث تجعل عددًا كبيرًا من الناس يفكِّرون بطريقة معينة، وقد شهد تاريخ الفيلم تداخلًا كبيرًا بينها وبين الأفلام. ففيلم مثل ” المدرَّعة بوتمكين” يُعتبر أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما، خاصةً في توظيفه لفن المونتاج، هو أيضًا فيلم دعائي يهدف إلى الاحتفاء بالتمرُّد الذي حدث على متْن المدرَّعة بوتمكين باعتباره حدثًا حاسمًا في تاريخ الثورة الروسية. ومن الأمثلة الشائنة للأفلام الدعائية، الفيلم الوثائقي المبهر تقنيٍّا ” انتصار الإرادة” (تريامف أوف ذا ويل) الذي أخرجته ليني ريفنستال تخليدًا لذكرى مؤتمر نورمبرج المناصر للسلطة النازية عام 1934 م، ويتضمَّن تمجيدًا أخَّاذًا للمُثُل العُلْيا النازية: النظام والسلطة والقوة. وقد انخرط صُنَّاع الأفلام في هوليوود أيضًا في مجهودات الدعاية خلال الحرب العالمية الثانية. 59 فقام فرانك كابرا بإخراج سلسلة ” لماذا نحارب ؟” (واي وي فايت) (1942 – 1945 م)  التي كان لها تأثير واسع. كذلك أصبح جون فورد رئيسًا لوحدة التصوير الفوتوغرافي في سلاح البحرية. حتى هيتشكوك نفسه، تم تكليفه من جانب وزارة الإعلام البريطانية بصناعة عدد من الأفلام القصيرة لمساندة المقاومة الفرنسية.

ولأن الدعاية تستهدف إحداث تأثيرات واسعة النطاق، فإنه من الصعب قياس آثارها. فتلك الأفلام تُصنع عادةً في ظل ظروف عصيبة، ينصبُّ فيها التركيز على الفعل، وليس على التحليل. فالسؤال إن كان فيلم ” انتصار الإرادة” قد حقَّق الأثر المرغوب لا يمكن الإجابة عليه، لكنْ من المؤكَّد أنه أثار قدْرًا كبيرًا من الإعجاب والجدل، وسيظل مرتبطًا بالنازية إلى الأبد. حتى تلك الأفلام التي لا تُعتبر دعائية، من الممكن أن تصبح مرتبطة بأفكار معينة.

 

m2pack.biz