الدكتور صموئيل هايمان9من اصل29
وما يقلق السكان أيضا هي الأوبئة الحيوانية مثل طاعون الخنازير وجنون البقر. ولكن سرعان ما يقوم السياسيون وأصحاب المصالح بتهدئة روعهم بمقولات مثل: «إن ما يقدم على المائدة في ألمانيا نظيف ومراقب ويمكن تناوله دون قلق» أو بشعارات دعائية نعرفها جيدة مثل: «إذهب إلى اللحام/ القصاب الذي تثق به، حيث ستحصل بالتأكيد على بضاعة نظيفة تماما». إن هدف هذه المقولات والشعارات هو تجهيل الشعب. أما الواقع فهو أنه لم يعد لدينا سوى عدد قليل جدا من اللحامين الذين يقومون بأنفسهم بذبح الخنازير أو الأبقار، والذين يعرفون مصدر اللحوم التي يقدمونها لزبائنهم. إن معظم اللحامين يشترون بضاعتهم من المسلخ المركزي – لحوم أبقار أو خنازير مجمدة من جميع بلدان العالم. وليس ثمة من طريقة المراقبة طريق هذه اللحوم بدقة كاملة، ثم إن مافيا اللحوم لا تتورع عن شيء، وتتبع كافة الحيل لتجنب الرقابة. وبالتالي هناك حتما على موائدنا في ألمانيا لحوم مصابة بجنون البقر، إلى جانب لحوم حيوانات اقتاتت علفا يتضمن الوحل المخلوط أو الزيت القديم.
إن عملية خلط الوحل بالفضلات لا تقتصر أبدأ على بلدان مثل فرنسا وانكلترا وبلجيكا، بل إن هذا يحدث في عقر دارنا، ولكن دون أن نسمع الكثير عنه. ففي مدينة بلانلينغن في شمالي بافاريا أنتجت إحدى الشركات علف حيوانية من الوحل الناتج عن مصافي المياه، وبترخيص رسمي من الجهات المسؤولة في المقاطعة. (ربما اعتقد مسؤولو الرقابة أنهم بهذا يوفرون أكلاف نقل الفضلات أو كلفة محرقة القمامة. وبالتالي فإن البهائم هي المستودع المرحلي الرخيص للفضلات والوحل الملوث. أليس هذا عملية جدا؟ ! فهل يدهشنا بعد، أن منتجي علف الحيوانات في ألمانيا ليسوا ملزمين بالإعلان عن مكونات منتجاتهم؟
يحسن بالمستهلك ألا يثق أبدا حتى بمنتجات اللحوم الألمانية «الصحة على المائدة». وعندما أجرى المكتب الاتحادي للبيئة مجموعة تجارب في عام 1998 تبين أن عدد المقاومين للمضادات الحيوية في ألمانيا آخذ في الازدياد بتسارع كبير، كما اكتشف قابلية انتقال الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في تربية المواشي.