الدموع التي تعزف في داخلي
شهادة ضياع
لا أنتظر شيئا من عمري.. .
الوطن الذي واعدني على حبه
كنسته دموعي
المرأة التي واعدتها على قبلة في آخر
الليل
رقصت طويلا فنمت
الفتاة التي خنتها دون ذنب
خانت جميع ملامحها وأزهرت
حقل دموع
الحدائق المهجورة…
صارت مقابر للعاشقين
النادلة التي حجزت روحي على الطاولة
ماتت دون ذنب كذلك
الحانة التي ودعت فيها
براءتي
أعلنت توبتها لتصير محرابا
رفاقي الثملون بأجنحة
مبتورة
سقطوا وغدا وغدا
… ماذا
تنتظر الآن…؟
العمر الذي ترسمه…
يذوب كشمعة
وأنت…
كسجين تحرسه القضبان
تعصر قلبك
لتكنس ما تبقى من عمرك
عمرك الذي أضحى
وغدا آخر بلا أجنحة.
شهادة وفاة
الأراجيح التي صارت مشانق
تتدلى بروحك التي باتت شبحا
يرهب الأطفال في أحلامهم
كلما ناموا
صار وجهك دمية
تتوسدها الرياح
المقهى الذي صار متحفا
يجمع رسائلك المنقوشة في
صمت حبيبتك
يصير الآن منفى لكل
العاشقين
كأس الشاي البارد…
البارد مثل جثة تفتش عن
مالكها
ينكسر الآن…مثل عظامك التي تأكلها
العتمة
المقبرة التي حفرت فيك وحشية أهلها
تصير بيتك الآن
بيتك الذي تنام داخله
يصير كتابا…
نقرأه بدموعنا الباردة
علك تستيقظ.
شهادة فقر
الطالب الجامعي
ليس أقل من جسد يذبل في
محطة منسية
يأتي ليكمل ديكور الوطن
المفبرك
ليس أقل من سكير
يأتي إلى أمه متأخرا
ليسكر قلبها
ليس أقل من فتاة
تنام وحيدة
تهذي بخيانات حبيبها الفار
من ديونه مع الدنيا
ليس أقل من يتيم يترقب
نهاية العام
ليكمل دفن أيامه
الطالب الجامعي
درس آخر…
تدرسه السجائر للرياح
الرياح التي تحمل شهادته
عاليا.
شاعر من تونس
رائع جدا واصل