الدوافع السياسية
تمكّنت فرنسا من توطيد علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة الجزائرية ما وسّع دائرة مطامعها في البلاد، وركزّت أنظارها على الخيرات الاقتصادية وجعل استثمار المرجان حكراً لها؛ إذ كانت سواحل القالة وعنابة تشتهر به وتزخر، وتمّ إبرام سبعٍ وأربعين اتفاقية بين البلدين في الفترة الممتدة من 1619-1830م وكانت الغالبية العظمى في هذه الاتفاقيات لصالح الجانب الفرنسي.
توّجهت أنظار ملوك فرنسا إلى الاطلاع نحو إيجاد تعاون مع روسيا في منطقة حوض البحر المتوسط وذلك بغية التغلّب على السيطرة البريطانية وهيمنتها لإفساح المجال والقدرة على السيطرة على ميناء الجزائر والتمركز فيه، وحاولت فرنسا في ذلك الوقت إبطال شروط مؤتمر فيينا المنعقد في عام ألفٍ وثمانمائة وخمسة عشر ميلادية التي قيّدت الحرية الفرنسية في إحداث تغييرات إقليمية دون الرجوع إلى الدول الكبرى وموافقتها.