الدور المستقبلى للإرشاد الزراعى فى نقل التكنولوجيا بالمناطق الصحراوية فقرة 4 من 5
و التجارب التى يديرها الإرشاد لا تستخدم نفس الأساليب التى تستخدمها محطات التجارب البحثية ، و غالبا مالا يدفعون للزراع أ مقابل مادى نظير أعمالهم أو أستخدام أراضيهم . بل أن هذه التجارب توفر مؤشرا أفضل عن كيفية إستجابة الزراع للتقنية الحديثة ، كما أنها أقل تعقيدا من التجارب التى يديرها الباحثون ، حيث أن المرشد الزراعي يقيم و يعمل بالمنطقة . و من الممكن لهيئة الإرشاد أن تدير أكبر عدد من التجارب الحقلية .
أما التجارب التى يديرها الزراع أنفسهم فتعتبر على قدر كبير من الأهمية ، حيث تسمح للزراع بالمشاركة في أختيار التقنية المستحدثة ، و بهذه المشاركة يكشف الزراع عن رأيهم في هذه التقنيات ، و لكن من الأفضل عادة أن تتحمل هيئة الإرشاد مسئولية هذه التجارب و يمكن أداء ذلك بالتوازى مع أنشطة توجه مزرعى تتواءم جيدا مع دور مرشد زراعي موجه .
كذلك فإن استبدال التقنية التقليدية المزرعية بممارسات توجهها بحوث من محطات التجارب هو في جوهره عملية مفاضلة بين النجاح و الفشل ، بينما في الممارسات التقليدية السابقة يقل تعرض الزراع لمخاطر الفشل و بالتالي رضاهم عن النتائج .
و يتضح من هذا العرض أن العلاقة بين النظام الفرعى الثانى ( الإشارد ) ، و النظام الفرعى الثالث (المزارعين) تعتمد في جوهرها على عملية النشر للتكنولوجيا المستحدثة . و رغم أن هذا النشر قد يأخذ أحد شكلين ، إما من أعلى لأسفل ، أو من أسفل لأعلى ، إلا أن مفهوم النشر و خصائصه و العوامل المؤثرة عليه لا تتأثر كثيرا بهذا الإختلاف .