الدور الوسيط للجودة:
الجزء الأخير من الاستنتاجات اظهر أن إدارة الجودة الشاملة تحفز العلاقة بين إستراتيجية المفاضلة و متغيرات الأداء الثلاث تحفيزاً جزئياً.
و بالأخص فإن هذه النتيجة تفيد أن الأثر المباشر لإستراتيجية المفاضلة على كل من إبداع المنتج و العمليات أقوى من أثر إدارة الجودة عليهما ما يمكن استنتاجه من هذا الرابط هو أن إدارة الجودة الشاملة يمكن اعتبارها كمجموعة من الأنشطة التي يمكن من خلالها تطبيق إستراتيجية المفاضلة في الوقت الذي تكون فيه إستراتيجية المفاضلة أكثر ارتباطا بأداء الجودة من ارتباطها بالأداء الإبداعي. لذا فإن المنظمة إذا ما أرادت أن تتبع الأسلوب الإبداعي في سياستها والذي يشمل على المواصفات التي تؤهلها لتكون الأفضل أو أن تغامر في الدخول إلى أسواق جديدة من خلال إبداع وابتكار منتجاتها وعندها تكون إدارة الجودة الشاملة اقل فاعلية في تحقيق هذه الأهداف و لذا تحتاج المنظمات لتحقيق هذه الأهداف مصادر أخرى. التحفيز الجزئي لإدارة الجودة الشاملة لأداء الجودة قد يكون مثيراً للاهتمام. وذلك لأن نتيجة الارتباط الثنائي في (جدول رقم 3) أظهرت أن أداء الجودة ذو علاقة ضعيفة مع إستراتيجية المفاضلة و لكن ذو علاقة قوية مع كثير من متغيرات إدارة الجودة الشاملة. استنتاجات النموذج الأول (شكل رقم) أظهرت أن إدارة الجودة الشاملة ذات علاقة قوية مع أداء الجودة. و من حيث الإطار النظري ، فيمكن أن نتوقع إن تباين أداء الجودة الشاملة يمكن إظهاره من خلال أنشطة الجودة الشاملة بما أن هذه الأنشطة قد تم تطويرها للحصول على أعلى أداء للجودة. لذا يمكن توقع أن إدارة الجودة الشاملة يمكن أن تحفز العلاقة بين إستراتيجية المفاضلة و أداء الجودة تحفيزا كاملاً. استنتاجات الدراسة لا تدعم هذه الفرضية لأن جزء كبير من التباين قد تم توضيحه بواسطة إستراتيجية المفاضلة دون تدخل إدارة الجودة كوسيط لتحفيز العلاقة. هذه الاستنتاجات هامة لتعميق الفهم للعلاقة بين أنشطة الجودة الشاملة وأداء الجودة عندما تتبع أنشطة الجودة لإستراتيجية المفاضلة و على المنظمات إدخال بعض الموارد التي لم تدخل بواسطة إدارة الجودة الشاملة مثل إدارة التقنية.