الدور

فقره7
فقره7

:

7من اصل7

 

ولا يمكن أن تكون نية الحاكم تهديد السلامة العامة، كما أن أبرشيتي يجب ألا تتعرض أبدًا لأي من الحوادث المؤسفة التي قد تنشأ عن لقاء غير متوقع مع هؤلاء الناس” (8). وهذا ليس كل شيء؛ منذ نهاية القرون الوسطى، تمت مواصلة احتجاز المختلين عقليًا المعوزين في أحد الأبراج المشيدة فوق السور المحيط بمدينة روان. وشهد القرن الثامن عشر حدثا جديدًا تمثل في احتجاز بعض المختلين عقليًا في مشفى روان العام بموجب أمر ملكي؛ مما يعني في الوقت نفسه إضفاء طابع السجن، ولكن بصورة هامشية، على هذا النوع من المؤسسات، وهو أمر لم يكن ذا تأثير يذكر في مدينة روان والمدن الأخرى بالمملكة، بينما كان له عظيم الأثر – كما سوف نرى — على مؤسستي بيستر وسالبيتريير.

نجد هذا التنوع وذلك التعقيد في جميع أرجاء المملكة. منطقة كاين الإدارية وحدها كان بها حوالي ثلاثين دار احتجاز، من بينها ستة منازل كانت تقبل استضافة المختلين عقليًا. وكان هؤلاء يشكلون 18% من إجمالي عدد النزلاء المحتجزين بالنسبة إلى النساء، و 25% بالنسبة إلى الرجال. كما كان من المتوقع إيجاد المختلين عقليا في الجمعيات الخيرية، ولا سيما في جمعية بونتورسون (في عام 1774، كان هناك 16 مختلاً عقليًا من بين إجمالي النزلاء البالغ عددهم 74) أو في جمعيات الرهبان الفرنسيسكان في بايو. بيد أن دير الدومينيكان ببلدية مينيل جارنييه، في جنوب كوتانس، بالإضافة إلى سجن الدولة الموجود بجبل القديس ميشيل والمعروف باسم باستيل البحار، كانا يستقبلان كلاهما أيضًا بعض المجانين. وبتحليل المائة والثلاثة والخمسين أمرًا ملكيًا التي جرى تسليمها في الفترة ما بين 1666 و 1789، نلاحظ أن (9) 35 أمرًا فقط صدر بناء على مبادرة السلطة الملكية، بينما 21 أمرًا صدر بناءً على مبادرة السلطات الكنسية (ضد بعض رجال الدين)، و 97 أمرًا صدر بناء على مبادرات العائلات، من ضمنها 11 حالة بسبب الجنون. نحن إذن بعيدون كل البعد عن “آلاف السجناء” الذين كانوا يعانون اليأس والملل والغم في الباستيل.

m2pack.biz