الذاكرة وتقدم العمر
3 من أصل 3
تبدو «الذاكرة القصيرة الأجل» محفوظة بشكل جيد إلى حد كبري لدى الأفراد الأكبر سناً، رغم أن المهام القائمة على عنصر الذاكرة العاملة غالباً ما تتأثر سلباً بتقدم العمر (رجاء الرجوع إلى الفصل الثاني لتوضيح هذا الاختلاف). وهكذا، فكلما استلزم الأمر عملاً معرفياً أكثر (بشكل منفصل عن التخزين قصري الأجل الأكثر سلبية)، يمكن عندئذ أن يظهر الضعف. على سبيل المثال: من المرجح أن يزداد ظهور المشكلات المرتبطة بالعمر عندما يُطلب من الأشخاص تكرار تسلسل رقمي بترتيب عكسي، مقارنةً بعندما يُطلب من الأشخاص تكرار تسلسل رقمي بنفس الترتيب.
عادةً ما يتراجع أداء مهام «الذاكرة الصريحة الطويلة الأجل» (أي الذاكرة الواعية بتجربة الذاكرة؛ انظر الفصل الثاني) تراجعاً ملحوظاً، خصوصاً بمقاييس الاستدعاء
الدراسة الطولية
في «الدراسة الطولية»، نتابع الأشخاص أنفسهم على مدار حياتهم بدءاً من سن العشرين وحتى السبعين؛ في حني أن مقارنة ذاكرة شباب في عمر العشرين حالياً بذاكرة عجائز في عمر السبعين حالياً تقدم مثالاً للدراسة التجريبية «المستعرضة». ولكل منهج مميزاته وعيوبه.
الحر، رغم أن التعرف يستمر جيداً مع تقدم العمر. ومع هذا، يبدو أن التعرف يتغير نوعياً بالفعل، بتحوله الواضح إلى الاعتماد على المألوفية؛ وبالتالي عندما يتطلب التعرف ذاكرة سياقية (وهي المكون الأكثر قدرة على الاسترجاع في ذاكرة التعرف والذي ناقشناه سابقاً؛ انظر الفصل الثالث)، يظهر العجز مع تقدم العمر. قد يعني هذا أن ذاكرة كبار السن (مثل ذاكرة الأطفال؛ كما أوضحنا في بداية الفصل) أكثر عرضة للإيحاء والتحيز. قد تكون لهذا تبعات مهمة في سياق العالم الواقعي؛ مثلاً عندما يستخدم كبار السن ذاكرتهم لاتخاذ قرارات مهمة حول أمور مثل أصولهم المالية.