الذكريات الزائفة
5 من أصل 5
لهذه الاكتشافات أهمية كبرى في تقنيات الاستجواب التي يستخدمها ضباط الشرطة والمحامون والقضاة وغيرهم من العاملين في المنظومة القضائية. وعلى النقيض من هذا، تشير بعض النتائج الأخرى إلى أن الذاكرة – تحت ظروف معينة – يمكن أن تعمل بطريقة «لا» تدمج بشكل صحيح (كما يجب) المعلومات اللاحقة وثيقة الصلة. تدل هذه المجموعة المكملة من الأبحاث على أنه رغم أن الناس قد تتذكر تصحيحات للمعلومات الخاطئة السابقة، فإنهم مع هذا قد يواصلون اعتمادهم على المعلومات المشكوك فيها (كما لوحظ في الأبحاث المعملية التي أجراها ليفاندوفسكي وزملاؤه). بالنظر إلى أمثلة لهذه الظاهرة من العالم الواقعي، تأمل الآتي: بعد عام تقريباً من غزو العراق في ٢٠٠٣، لم يزل ٣٠٪ من المجيبين عن استطلاع أمريكي يصدقون أنه تم العثور على أسلحة دمار شامل في هذا البلد. وبعد عدة شهور من إعلان الرئيس جورج بوش انتهاء الحرب على العراق (في مايو ٢٠٠٣)، صدق ٢٠٪ من الأمريكيين أن العراق استخدمت أسلحة كيميائية أو بيولوجية في المعركة خلال النزاع. لهذا، ففي بعض المواقف، يبدو أن هناكً احتفاظاً بالمعلومات الخاطئة في الذاكرة، وهي ظاهرة يمكن أن تكون لها أيضا عواقب اجتماعية خطيرة. إن الاستفاضة في وصف الظروف البيئية التي تجعلنا ميالين إما إلى (١) تحيز الذاكرة الاسترجاعي الخاطئ (الذي عرفته لوفتس وزملاؤها) أو (٢) الفشل غير الملائم في دمج المعلومات وثيقة الصلة المقدمة عقب الحدث الأصلي (الذي عرفه ليفاندوفسكي وزملاؤه) تمثل تحدياً مهماً للأبحاث المستقبلية.