الرؤية دون وجود قدرة على الرؤية1من اصل2
دي إف مريضة بحالة تسمى العمه البصري، وعلى الرغم من قدرتها الأساسية على الرؤية ورؤية الألوان الطبيعية، فإنها لا تستطيع التعرف على أشكال الأشياء أو أنماطها، أو تسمية أبسط الرسومات الخطية، أو تمييز الحروف أو الأرقام، لكنها تستطيع الوصول إلى الأشياء التي تستخدمها يوميا والإمساك بها بدقة ملحوظة، حتى إن كانت لا تستطيع تعريف تلك الأشياء.
في تجربة مثيرة، عرضت عليها سلسلة من الفتحات- مثل الفتحة التي تضع فيها الخطاب الذي تريد أن ترسله- وطلب منها رسم اتجاه الفتحة أو ضبط أحد الخطوط مع زاوية الفتحة؛ لم تستطع القيام بأي من هذا، لكنها عندما أعطيت بطاقة، استطاعت بسهولة محاذاتها مع الفتحة وإدخالها فيها.
للوهلة الأولى، ربما يبدو هذا كما لو أن تلك المريضة قادرة على الرؤية (لأنها استطاعت إدخال البطاقة) دون أن تمر بـ “التجربة الفعلية” للرؤية؛ سيوحي هذا بعدم وجود ارتباط بين الرؤية والوعي، كما لو أن هذه السيدة زومبي بصري. تعتمد تلك النتيجة على طريقتنا الطبيعية في التفكير في الرؤية والوعي، لكن الأبحاث أثبتت أن تلك النتيجة خاطئة.
إن أكثر الطرق الطبيعية في التفكير في الرؤية ربما تتمثل فيما يلي: تأتي المعلومات إلى العينين ويعالجها الدماغ؛ فيؤدي هذا إلى رؤيتنا الواعية لصورة من العالم، وبناء على ذلك يمكن أن نتفاعل معها. بعبارة أخرى، يجب علينا أن نرى شيئا على نحو واع قبل أن نكون قادرين على التفاعل معه. وقد ثبت أن الدماغ ليس مصمما بتلك الطريقة على الإطلاق، وإن كان كذلك، فما كان لنا أن نستمر في هذه الحياة أبدا. في واقع الأمر، هناك )على الأقل (تياران أو مساران بصريان متمايزان، لهما وظائف مختلفة.
يمتد التيار الجوفي من القشرة البصرية الأولية إلى الأمام حتى القشرة الصدغية، وهو معني ببناء إدراكات حسية دقيقة للعالم، لكن تلك الإدراكات قد تأخذ بعض الوقت؛ لذلك- على نحو مواز مع هذا- يمتد التيار الظهري حتى الفص الجداري، وهو معني بتنسيق التحكم البصري الحركي السرعي.