الركض أسلوب وجمال 1 – 2
إن الركض، أي الجري، هو في حد ذاته، مظهر من مظاهر الأناقة والجمال. فالجواد، والغزال، وهما أرشق الحيوانات، وأكثرها أناقة في الحركات المنسقة التي تقوم بها أطرافهما، إنما تتبدى بكل جمالها، بصفة خاصة، خلال عملية الركض.
ولقد وهبت الطبيعة للإنسان ساقين رشيقين، وعضلات ملائمة، ليؤدي في أناقة، فقرة الركض. كما أن المرأة، بصفة خاصة، تمور في داخلها مواهب الجمال والمرونة، اللازمين لإعطاء الطريقة التي تركض بها تلك الدقة في الأسلوب، التي تجعل منه ركضا جميلا، فيه طابع الأنوثة.
إلا أنه مما يؤسف له، أن عددا كبيرا من النساء، يجهل كيفية الركض، بل إنهن إذا فعلن ذلك في بعض الأحيان، جاءت حركتهن ثقيلة قبيحة.
ولتعلم الركض الجيد، ينبغي، أول كل شيء، دراسة توقيت ومراحل القفزة التي هي أساس الركض. ويوصف الركض، من الناحية الفنية، بأنه “توالى القفزات بصورة تبادلية”. وعلى العكس من السير، الذي تجئ فيه لحظة من الزمن، يستند فيها المرء على طرف واحد، ثم لحظة أخرى، يرتكز فيها على الطرفين معاً، فإنه في الركض، يتوالى زمن يكون فيه الارتكاز على مشط قدم واحدة، يتلوه زمن آخر من الطيران في الهواء، خلال قفزة الانتقال، إلى مشط القدم الأخرى.
وهذا الزمن الذي يتم فيه الطيران، هو أكثر لحظات الركض أناقة، فالثنية التي تقوم بها الساق في هذا الانتقال، لابد أن تكون مرنة، كما أن الوصول بعدها إلى مشط القدم، يتم في مرونة وخفة.