الرّمز بين الشّرق والغرب
عند الحديث عن معنى الرمز في الأدب، فالحديث إذًا عن الأدب العربي مرتبطًا بالأسطورة، وفي حين انتشرت الرّمزيّة في الأدب الغربيّ، ظُلِمَ الأدب العربيّ باتّهامه بأنّه خِلْوٌ من أبعاد الرّمزيّة الأسطوريّة، والحقيقة أنّ الجزيرة العربيّة لم تخلُ من الأساطير، وفي الوقت الذي شاعَ فيه أنّ الأساطير اليونانيّة أثّرت في الأدب كانت الحقيقة تقول إنّ الأساطير الشّرقيّة القديمة هي الأصل، المصريّة، والبابليّة، وغيرها ممّا ازدهر في بلاد فارس، والهند، والصّين، وثراء الشِّعر الجاهلي مثلًا بالرّموز يدلّ على تأثّره بالأساطير، ويمتدّ هذا الثّراء إلى ما بعد العصر الجاهلي، لنجد أنّ الّلغة العربيّة منجم رموز، وأنّ الشّعر العربي كفّته راجحة في ميزان الرّمز، وفي ميزان الإبداع العالمي والنّقد المعاصر، وعلى هذا لا تكون الرّمزيّة وليدة الزّمن الحديث، ولا مُقترنة بالأدب الغربي، وإلّا عُدّ هذا نوعًا من التّجاهل لحقائق واضحة من التّاريخ الإنساني عامّةً، الذي بدأ مسيرته منذ آلاف السّنين. [٢]