الساعات والأرانب3من اصل3
ما الذي سيشعر به هذا الشخص؟ على نحو غريب بشكل كاف، سيشعر بسلسلة من النقرات تنتقل بسرعة من الرسغ إلى الكتف ليس في ثلاث مرات منفصلة، لكن كما لو أن أرنبا صغيرا يقفز بطول ذراعه؛ ومن هنا جاءت التسمية “الأرنب القافز”.
إن هذا التأثير غريب ويجعل الناس يضحكون، لكن الأسئلة التي يثيرها مهمة؛ فكيف يعرف الدماغ مكان النقرة الثانية والثالثة والرابعة عندما لم تكن النقرة على المرفق قد حدثت بعد. فإذا تبنيت الفكرة التقليدية التي تقول بأن كل نقرة )النقرة الرابعة مثلا( يجب أن تكون إما واعية وإما غير واعية )داخل تيار الوعي أو خارجه(، فستدخل في حيرة كبيرة. على سبيل المثال، ربما يكون عليك القول بأن النقرة الثالثة كانت تجربة واعية في مكانها الصحيح؛ أي في الرسغ، لكن لاحقا، بعد حدوث النقرة السادسة، تم محو تلك الذكرى وحلت محلها التجربة الواعية بها التي حدثت في منتصف الطريق بين الرسغ والمرفق. وإذا لم تعجبك تلك الفكرة، فقد تفضل القول بأن الوعي توقف لبعض الوقت، بانتظار حدوث كل النقرات قبل تحديد مكان كل واحدة منها؛ في تلك الحالة، بقيت النقرة الرابعة غير واعية حتى حدثت النقرة السادسة، ثم تمت الإشارة إليها على نحو رجعي في الوقت حتى توضع في مكانها الصحيح في تيار الوعي.
مرة ثانية، يبدو أننا نواجه باختيار غير مريح؛ إما التعامل مع المشكلات، وإما تجاهل الفكرة التقليدية لتيار التجارب الواعية. سنورد فيما يلي مثالا أخيرا قد يوضح مشكلات أخرى في فكرة تيار الوعي.