السرير المتعدد الوظائف 1 – 4
في هذا العصر، عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي، تزداد يوما بعد يوم، تلك الأشياء ذات الوظائف المتعددة، فهناك الخلط الذي يتحول إلى أداة لسحق البن، وجهاز تلميع الأرضية، الذي يستخدم لامتصاص الأتربة، والصوان الذي يتحول إلى سرير كامل؛ إثر إجراء يدوي بسيط جدا، لا يتطلب بذل أي جهد.
وفي مجال التأثيث، فإن القطع ذات الوظائف المتعددة، أصبحت بالفعل، واسعة الانتشار، بفضل توفيرها أقصى درجات الراحة، في أقل اتساع ممكن. ومن بين أكثر هذه القطع انتشارا، تلك التي تتحول إلى أسرة، كالأريكة، وهي قريبة في شكلها من شكل السرير، والكرسي “الفوتيل” الذي لا تبدو عيه أثناء النهار، أية ملامح تشير إلى كونه متعدد الوظائف، كما أنه لا يشغل حيزا كبيرا، بالرغم من احتوائه على سرير كامل. وهناك الأصونة التي تحتوي- إلى جانب ما تحتوي من عناصر متعددة- على سرير متعدد الوظائف. وفي إيطاليا، ثبت إحصائيا، أنه من بين كل عشرة أسرة تباع هناك، فإن ثلاثة منها تباع مخفاة داخل قطع أثاث مختلفة، وقد يبدو ذلك أمرا غريبا- للوهلة الأولى- إلا أننا سوف نقتنع به بسرعة، إذا ما علمنا أنه جاء لسد حاجات ومتطلبات الواقع، فلقد أصبحت المنازل الحديثة ضيقة، ومن ثم، فإن كل شيء يهيئ فراغا، يصبح مفيدا للغاية. ومن هنا تأتي أهمية السرير متعدد الوظائف، الذي يسهم في حل مشاكل التأثيث الحديث، المترتبة ضيق الفراغات المتاحة.
فالسرير متعدد الوظائف، لم يعد هاما- فقط- لاستضافة الأقارب والأصدقاء، دون حاجة إلى تخصيص حجرات ضيوف لهم، بل إنه يفيد في حالات أكثر إلحاحا، كإقامة الشغالة، أو الابن الذي ينمو، ويحتاج إلى تحويل حجرته، من حجرة أطفال، إلى حجرة نوم واستذكار ومعيشة في نفس الوقت.