السر يتوغل مع الصيادين
كان السر يتوغل مع الصيادين في البحر، مع العبيد في المزارع، مع البحارة في رحلاتهم البعيدة، مع ذاكرة الشيوخ المقعدين بأبواب الدور، ومع النساء وهن يغنين تهنينات النوم للصغار. كان السر يتوغل وهو محفوظ في القلوب، مقفل عليه ككنوز الأغنياء إلي أن حانت الساعة فأدار كل في القفل مفتاحه وحمل سراجه بيمينه ومضي مع الآخرين. الأولاد والبنات ، الرجال والنساء، المسنون تسندهم عصيهم والمقعدون تحملهم أكتاف القادرين، والرضع علي صدور الأمهات، عبيد المزارع والصيادون والبحارة والغواصون والنجارون والحدادون والبناءون أطلقوا طيورهم في اتجاه القلعة وتبعوها وفي أيديهم القناديل.
رضوي عاشور