” السر يكمن في عملية تقسيم الأمور”

إذا انقضى الشهر الأول وأخبرتني بأنك لا تزال تعمل في المهمة 1 من 15 مهمة، فإن هذا يدل على وجود مشكلة. وبالمثل، إذا انقضى الشهر الأول وأخبرتني بأنك اتممت المهمة 1 وحتى 7 وأنك تعمل الآن في المهمة 8، فهذا يعني شيئاً مختلفاً تماماً. ونفس الأمر يحدث إذا أخبرتني بأنك لم تتم سوى المهمة 1 من بين 15 مهمة بعد مرور شهر كامل.

فإذا كنت قد حددت تسلسل الأحداث بأكبر قدر ممكن من التفاصيل، وهذا ما آمل حدوثه، لن يكون من الصعب عليك متابعة تقدمك بهذا الشكل، أما إذا لم تضع هذا القدر من التفاصيل، فستصبح مهمتك أشبه بصندوق أسود لا تكون لديك أدنى فكرة عما يحدث بداخله. وهذا الغموض وعدم الوضوح هو الذي يؤدي لظهور المفاجآت والمعارك. وبهذا الصندوق الأسود لا يكون لديك أي نظام يحذرك من ظهور مشكلات في مرحلة مبكرة.

وهناك مسألة أخرى مهمة وهي توضيح ما نعنيه بكلمة ” إتمام”. وهنا يمكننا استخدام المبدأ 2: معرفة ما تحاول القيام به، لمساعدتنا في هذا الصدد. وبقدر أهمية معرفة ما تحاول تحقيقه في المشروعات الكبيرة بالضبط، من المهم أيضاً معرفة ما تحاول تحقيقه في كل مهمة وفق تسلسل الأحداث الذي حددته. فكل مهمة يجب أن تعطينا شيئاً ملموساً. شيئاً نمسكه في أيدينا؛ شيئاً يجعلنا نقول ” نعم” فوجود هذا الأمر يعني إتمام هذه المهمة.