السعادة الحقيقة الزائفة 3من اصل4
بالإضافة إلى من ينتمون إلى المستويات العالية إلى المتوسطة من عامل الحاجة
للاستقرار ومن ثم تغلب عواطفهم السلبية على الإيجابية واحتمالية إحراز درجات منخفضة في الانبساطية ومتوسطة إلى عالية في الحاجة إلى الاستقرار تصل
إلى ٢٢٪.
وإليكم ما يعنيه هذا لي:
١. تُقسَّم السعادة بين السكان بشكل أساسي وفقًا لجيناتنا مع وجود بعض التأثيرات البيئية (بالطبع).
٢. السعادة ليست مكونة من وحدات متسلسلة تبدأ من السعادة وتنتهي باليأس بل إنها تنجم عن متسلسلتين مترابطتين: واحدة من العاطفية الإيجابية وحتى
الافتقار إلى العواطف الإيجابية والأخرى من العاطفية السلبية وحتى الافتقار إلى العواطف السلبية.
٣. نحو ١١٪ من السكان ينزعون إلى الشعور بالسعادة معظم الوقت ولا يوجد الكثير من الأمور التي تستطيع تغيير ذلك.
٤. بقية الناس يوجدون في مكان ما على هذين المتسلسلتين: مبتهج وقلق بشكل متوسط مبتهج وقلق بشكل مفرط مبتهج وقلق بشكل متوسط على حد سواء
ليس مبتهجًا وليس قلقًا (كأن يفتقر لكلتا العاطفتين) وما إلى ذلك.
٥. السعادة ليست هدفًا للتطور البشري وإنما هي خاصية تتسم بها قلة من السكان.
٦. عوضًا عن السعادة نحتاج إلى أن نفكر من منطلق الرضا وهو ما كان “تشيكسمنتهاي” يدرسه عندما اكتشف مفهوم التدفق (انظر الموضوع
٣٤-٢). والتدفق هو حالة من انغماس المرء كليًّا فيما يفعله في اللحظة الحالية فلا يكون ضجرًا بسبب السهولة الشديدة للنشاط ولا محبطًا بسبب صعوبته
البالغة فوفقًا ل “تشيكسمنتهاي” يستطيع الشخص تعلم إدارة الظروف للبقاء في حالة اليقظة.
٧. لا تكون السعادة أمرًا جيدًا بالضرورة؛ فالسعادة الممتدة يمكنها أن تفضي إلى اعتبار ما يحدث من المسلمات وتنهي أي تقدم فمن خلال الدمج بين مجموعة
مختلفة من العواطف تمكنا نحن كجنس بشري أن نتطور ونبقى على قيد الحياة بل وحتى نسود بالرغم من جهود الطبيعة المستمرة لتدميرنا: فالمقاتلون
يسعون للتحسن والهادئون يخوضون المخاطر والمتحمسون يقدمون القيادة.
إن لم أكن سعيدًا بطبيعتي فماذا ستقدم الحياة لي للتعويض؟