السعودية تعود إلى الساحة اللبنانية من أوسع أبوابها
تشير كافة المؤشرات على الساحة الداخلية اللبنانية أن المملكة العربية السعودية بدأت تولي اهتماما خاصا بالشأن اللبناني، لا سيما على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
ولعل أبرز هذه المؤشرات ما يدور من معلومات عن قرب تعيين سفير جديد للسعودية في لبنان، بعد شغور هذا المنصب لأكثر من سنة، والسفير الجديد سيكون اللواء طيار محمد سعيد الشهراني.
كما تؤكد مصادر مطلعة أن المملكة العربية السعودية تنوي إقامة أكبر مركز لحوار الأديان في بيروت. فيما آخر هذه الدلائل على عودة العلاقات ما بين الرياض وبيروت، هو ما أعلنه رئيس الحكومة سعد الدين الحريري خلال “منتدى الاقتصاد والأعمال” من أن اللجنة السعودية-اللبنانية ستبدأ اجتماعاتها في القريب العاجل.
الخارجية السعودية: استهداف كنيستين مصريتين يتنافى مع مبادي الدين والأخلاق
هذا ويؤكد رئيس حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد عجوز ل”سبوتنيك”، “أنه بات من الواضح أن الدبلوماسية السعودية تأخذ حيزاً كبيراً على الساحة اللبنانية، وتدخل بقوة لممارسة نشاط لم يكن له مثيل في السابق وخصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة ويمر بها لبنان، لا سيما بعد الزيارات المتكررة للوزير السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان كمبعوث من الملك السعودي الى لبنان، والتي سهلت الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة اللبنانية”، مشيراً الى أن هذه الدبلوماسية تنفتح بشكل كبير على المجتمع اللبناني ولا تقتصر على طائفة واحدة.
ويرى العجوز أن “النشاطات التي قام بها القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري، شكلت نقطة تحول كبيرة على الساحة اللبنانية وخصوصا لدى الطائفة السنية التي تحاول المملكة العربية السعودية أن توحد صفوفها في لبنان”.
كما يلفت العجوز الى أن الرياض “حريصة على استيعاب أكبر عدد ممكن من المكونات السياسية للحفاظ على وحدة لبنان العربي بجميع طوائفه دون استثناء، ولكن ليس لبنان التابع أو الخاضع”.
ويشير رئيس حركة الناصريين الأحرار الى أن هذا السياق السعودي الجديد تجاه لبنان “ترجم بما سرب من معلومات عن تكليف سفير سعودي جديد الى لبنان لم يعلن عن اسمه بعد، وإن كانت المعلومات تشير الى أنه اللواء الركن الطيار محمد الشهراني”.
هذه الاندفاعة الدبلوماسية السعودية الكبيرة تجاه لبنان، تترجم أيضا بحسب العجوز “بالدعوة التي قامت بها السفارة السعودية في لبنان يوم الخميس المقبل، لقيادات سياسية وروحية كبيرة لبنانية وذلك لإحياء ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر، حيث أنه ولأول مرة تقدم المملكة العربية السعودية على هذا الموقف الذي له دلالات كبيرة، لأن الرياض لا تريد الانزواء وتحتضن الجميع كما تأخذ من المناسبات الوطنية مجالا لتفتح الباب أمام المصالحات الداخلية ورأب الصدع الداخلي، لا سيما وأن لبنان يمر أمام استحقاقات داخلية بارزة وتحديات كبيرة في المنطقة والمحيط اللبناني، والمطلوب هو تخفيف حدة التوتر المذهبي والطائفي في المنطقة”.