السعودية رها المحرق تتسلق “إيفرست” وتتبرع ل “نيبال”
متسلقة الجبال السعودية، رها المحرق، داعمة للتعليم في نيبال
رها المحرق تتحدى وتكون أول فتاة سعودية تتسلق «إيفرست»، أعلى قمة في العالم، والتي يبلغ ارتفاعها 8848 متراً؛ لتكون بذلك أول سعودية تقدم بجرأة على خطوة كهذه.
عزم وإصرار
إنها فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، تهوى تسلق الجبال؛ على الرغم من أنها ليست رياضة نسائية، بسبب الخطورة التي قد تواجهها أثناء ممارستها، لكنها عشقت هذه الرياضة الخطرة وهي في العاشرة، على الرغم من اعتراض عائلتها، لكن أمام إصرارها؛ نجحت في وقت لاحق في إقناع والدها بالسماح لها بالسفر إلى أفريقيا لمدة أسبوعين، من أجل تسلق جبل «كليمانجارو»، الذي يبلغ ارتفاعه 5895 متراً، وهنا بدأت أولى مغامرات رها مع المخاطر، التي لم تكن الأخيرة؛ بل تلتها رحلات تسلق جبل البروس، الذي يعتبر الأعلى في قارة أوروبا بارتفاع يبلغ أكثر من 5600 متراً، ثم تلاه رحلات تسلق مثيرة في جبلين في المكسيك، هما «إستاسيواتل» بعلو 6230 متراً، و«بيكوأوريزانا»، بارتفاع 5536 متراً.
سافرت رها في رحلة استكشافية إلى القطب الجنوبي؛ لخوض مغامرة جديدة هناك؛ اعتبرتها «الأصعب»؛ لأن المتسلق في القطب الجنوبي، كما قالت، يحمل أمتعته بنفسه؛ فصعدت بأوزان تصل إلى 20 كيلوغراماً، وسط ظروف مناخية باردة، ورياح عنيفة وجافة، تتسبب في حجب الرؤية وتشقق الوجه؛ بالإضافة إلى صعوبة وخطورة رحلة العودة، ونزول الجبل، حيث «تتحمل القدم والركبة ضغطاً رهيباً».
انتقلت رها من جدة إلى دبي، حيث تعد رحلاتها بالتنسيق مع فريق استكشافي يخضع لتدريبات عالية المستوى للوصول إلى قدر ممتاز من الجاهزية، وهذا بطبيعة الحال ساعدها في تحقيق إنجازها الأكبر، وهو تسلق قمة إيفرست، ورفع العلم السعودي هناك، وفي مقابلة صحفية معها، عقب نجاحها في الوصول إلى قمة إيفرست؛ علقت رها قائلة: «أنا أول سعودية، لكنني آمل ألا أكون الأخيرة، أعتقد أن هذه الخطوة ستشجع السعوديات على إبداء المزيد من الثقة بقدراتهن ومواجهة التحديات».
شارك رها إنجازها؛ فريقٌ عربيٌ مكون من قَطري وفلسطيني وآخرين، قالوا: إنهم يحاولون جمع مليون دولار لدعم التعليم في نيبال، وصرح موقع الفريق على الإنترنت بأن محاولة رها إقناع عائلتها بالموافقة على تسلق جبل إيفرست؛ شكّل «تحدياً كبيراً كتحدي الجبل نفسه»، أما الآن؛ فتدعمها العائلة بشكل كامل.
وبعيداً عن تسلق الجبال والمغامرات؛ تحب رها ممارسة الفن التشكيلي، وتربية الحيوانات، كما تواظب على ممارسة الرياضة اليومية؛ التي تزيد من الطاقة الإيجابية لدى الإنسان، على حد تعبيرها؛ فتدفعه نحو التفكير الجيد الناجح، والآن ما هي المغامرة الجديدة التي تحضرها رها المحرق خلال الفترة القادمة؟ وأي قمة جبلية ستفاجئ العالم بتسلقها؟