السياحة في قرية كرداسة
لم تكن لهذه القرية أيّ شهرة عبر الزمن، بالرّغم من قِدمها وقربها من العاصمة، إلا أن أهلها يُعانون من الفقر المدقع مع أنّها اليوم باتت من المواقع البارزة على الخارطة السياحيّة في البلد، فلا تكاد تصل رحلة سياحيّة إلى مصر، إلاَّ وتُخصّص زيارة لهذه القرية، ولتُلقّب بجنّة السياحّة الداخليّة في قلب الريف المصري.
وربّما تعود شهرتها السياحيّة إلى أنّها كانت مقصداً للعديد من الرؤساء والزعماء وأيضاً السياسييّن، وخاصّة في فترة تولّي الرئيس أنور السّادات الحكم في مصر، وقد كانوا يقضون أيّام العطلة الأسبوعية وحتّى الصيفيّة فيها، لأنّها لا تبعد عن مركز العاصمة كثيراً، ما جعل اسمها متداولاً إعلاميّاً محليّاً ودولياً.
إنّ عدد سكّان قرية كرداسة يزيد عن تسعة وستين ألف وثلاثمئة وسبع عشرة نسمة، وتُعتبر اليوم الأزمة الاقتصاديّة من كبرى الأزمات التي تعيشها، وذلك يبدو جلياً من خلال الكساد الذي تُعاني منه، نتيجة لجمود الشّارع التجاري، إن كان في البيع، أو حتّى في الشّراء، بالرّغم من كثرة المعارض والبازارات التي تُقام فيها، إلاَّ أنّ فترة الانتعاش الاقتصادي فيها تحدث في فصل الصيف، وذلك يعود لنشاط السياحة خلال هذا الفصل من السنة، إلاَّ أنّه لا يغطّي الكساد الحاصل خلال ثلاثة أرباع أيّام السنة.