السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي 1من اصل2
على الرغم من أنني أوروبي، فأنا لست من المعجبين بالاتحاد الأوروبي.
أعتقد أنني طالما كنت أؤمن بأن ” كلما صغر الشئ صار جميلاً”. لذلك أرى أن تجميع العديد والعديد من البلدان الأوروبية في كيان سياسي/ اقتصادي عظيم لن يكون أمراً جيداً بالضرورة.
على الرغم من ذلك فإن للاتحاد الأوروبي مزاياه، وربما تكون أكبر هذه المزايا أنه طوال أكثر من 50 عاماً لم تنشأ حرب في أوروبا. وعلى الرغم من أنه يجب التعامل مع هذه الجملة؛ بشئ من الحرص فلم تنشب حرب عظمى في أوروبا الغربية؛ فإنها تبقى صحيحة في الأساس. ولهذا الأمر تحديداً يجب أن نشعر بالامتنان لأنه خلال القرن الماضي، شهدت القارة العكس ممثلاً في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
” إن الأمور التي نقوم بها ليست من علوم الصواريخ قطعاً “.
إن هناك بعض الأمور المفزعة في الاتحاد الأوروبي، وعلى رأس قائمة هذه الأمور السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي واختصارها CAP.
شأنها شأن العديد من هذه الأمور، بدأت السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي بأهداف حميدة. وقد تم التفكير في الفكرة في الستينيات عندما عانت الدول الست- التي أسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية ( EEC ) – من نقص في المواد الغذائية واستوردت أغلب حاجتها من تلك المواد. وقد قدمت هذه الدول دعماً للسلع، كما تم فرض ضرائب على الواردات لزيادة الإنتاج المحلي والحد من الاعتماد على الواردات. وفي السنوات التالية، لم يتم التخلص من هذا النظام الأمر الذي أحدث فائضاً في العديد من السلع والبضائع على الرغم من وجود موارد كافية وزيادة معدلات الاكتفاء الذاتي.