السياسي أيضا يجعل الاستفادة الذاتية أعظمية :
بالنتيجة تزيل نظرية الاختيار العمومي هذا التناقض وتوجه تقديرات الاقتصادي حول تحقيق الحد الأعظمي للمنفعة في
ظل شروط جانبية، نحو النظام السياسي . وفقاً لذلك تتم نمذجة السياسيين (وكذلك الموظفين ومجموعات الضغط )
بالتشابه مع نشطاء الاقتصاد، الشائع أنهم عقلانيون ويجعلون فائدتهم الذاتية أعظمية. تؤدي إعادة انتخاب السياسي دورا
بارزة : فهي وحدها تؤمن الحفاظ على القوة وبالتالي على الميزان كالدخل والمظهر . هذه الفكرة تحسن الآن فهم الكثير
من الحقائق الاقتصادية السياسية . فالسياسي المهتم بإعادة انتخابه لا يعير اهتماما لما ينصح به الخبير من أجل حل
المشاكل على المدى الطويل، إذا كان هذا سيقود إلى توقع خسارة الأصوات في الانتخابات القادم ة .
فالدعم الضار بالمصلحة المشتركة لمصلحة مجموعة من المهتمين قد يؤثر إيجابياً على فرص إعادة انتخاب الحكومة
ينطبق هذا عندما تكون إحدى مجموعات الضغط (مثلاً المزارعون أو عمال المناجم) منظمة بشكل جيد جداً وتستطيع
الاحتجاج بشكل مؤثر في وسائل الإعلام ضد خفض الدعم عنها . أمام مجموعات الضغط هذه القادرة على فرض رأيها
تكون المجموعات الملزمة في المصلحة بتحمل الدعم، ذات تنظيم أقل جودة : فدافعو الضرائب والمستهلكون لا يملكون
تمثيلاً فعلا ً لاهتماماتهم، وبالنسبة لدافع الضرائب الافرادي تكون زيادة العبء لدعم الفحم الحجري منخفضة نسبيا ً ولا
تشكل مناسبة للفرد للدفاع عن نفسه ضدها (مأزق الأناس المهمشين ). بالمقابل فإن لدى عامل الفحم الحجري دافعاً قوي اً
للتظاهر علنا ً .
كذلك يمكن أيضاً شرح إساءة استخدام سياسة النقد من أجل زيادة التشغيل على المدى القصير، بشكل اقتصادي سياسي :
فحتى إن لم تكن سياسة النقد التوسعية وسيلة لخفض البطالة الهيكلية، فإنها تستطيع تحقيق تأثيرات قصيرة المدى ثمناً
لارتفاع التضخم، القادم بشكل متباطئ . عندما تستطيع الحكومة التأثير على سياسة النقد فإنها سوف تستفيد من ذلك
لإشعال نار في هشيم الحالة الاقتصادية قبل الانتخابات .