السيول وفيضانها والنهر وجفافه
عندما أرى بعينى كل هذه المياه التى ترونها معى فى الصورة المرفقة بمنطقة طابا المصرية أثر سيول التى ضربت المنطقة خلال الحقبة الاخيرة وكذلك السيول التى نسمع عنها من فنرة الى أخرى والتى تسقط على جبال البحر الامر واخرها السيول التى قطعت طريق سفاجا قنا أتذكر بسرعة مشكلة سد أثيوبيا وتأثيره على حصة مصر من مياه النيل من الامطار التى تسقط على الهضبة الاثيبوية ثم تنساب الى مجرى نهر النيل وبالتالى تأثر كل المشاريع المائية من شرب وزراعة وصناعة حيث ان المياه هى عصب الحياه .
ولعلنى اتساءل مستغربا أذا كنا نشتكى من أزمة مياه .. أليس من المنطق أن يكون سيناريو الاستفادة من مياه السيول من الامور الهامة التى كان من المفروض تتاح لها حيز من الاهتمام وخاصة أننا جميعا نعلم ان مصر على فترات العصور المختلفة تتعرض لمثل هذه الفيضانات التى تحمل لنا الخير ولكن للاسف أعطينا لها ظهورنا وتفرغنا لمعارك الهواء لمهاجمة سد النهضة والعيش مع أحلام نهر الكونغو .
لا ننسى سيول قرية درنكة بأسيوط وسيول وادى العريش بسيناء الشمالية ولا سيول وادى وتير بسيناء الجنوبية وسيول جبال البحر الاحمر وغيرها من المخرات المعروفة وكلها تذهب الى البحر بعد ان تدمر وتحرق وتهدم وكل عام نسمع فى موسم السيول ان اجهزة الدولة والوحدات المحلية بالمحافظات وأجهزة الدفاع المدنى قد استعدت لمواجهة اخطار السيول وافساح المجال لهذه المياه لكى تذهب الى احضان البحر ولعلهم يتبعون المثل القائل استقبل( أعمل ) الخير وارميه فى البحر .
وهكذا تترك المياه العذبة تذهب سدى الى البحر ….كم من المليارات من الامتار المكعبة من هذه المياه وغيرها فى الاماكن الاخرى ذهبت دون الاستفادة منها ونحن فى اشد الحاجة للمياه ؟! أين اجهزة الدولة والميزانيات المرصودة كل عام للمشاريع التنموية ؟ أليس ملف المياه له الاولاوية فى حياه المصريين ! أين السدود المقامة لحجز هذه المياه وتخزينها ثم صرفها طبقا لخطط الدولة المختلفة .
الموضوع ببساطة محتاج الى خطة عمل قابل للتنفيذ فورا يشترك فيها كل من هيئة المساحة الجيولوجية المصرية وهيئة الاستشعار من البعد وهيئة الارصاد الجوية مع الاستعانة ببعض الخبراء من هنا وهناك لاعداد خطة عمل بجدول زمنى محدد وتدفقات مالية مناسبة لانشاء سلسلة من السدود او البحيرات الصناعية لحجز هذه المياه والاستفادة منها طبقا لخطط الدولة مع التاكيد اولا من مراجعة التجارب العالمية التى سبقتنا فى هذا المجال لاختيار الانسب منها .
محتاجين جدية وشىء من الاخلاص من اجل ان ننهض بهذا الشعب والحفاظ على ثروات البلاد لنا وللاجيال من بعدنا.