الشاهد يطرق أبواب افريقيا وسياسيون يقللون من أهمية الدول المستهدفة

الشاهد يطرق أبواب افريقيا وسياسيون يقللون من أهمية الدول المستهدفة

الشاهد يطرق أبواب افريقيا وسياسيون يقللون من أهمية الدول المستهدفة

الشاهد يطرق أبواب افريقيا وسياسيون يقللون من أهمية الدول المستهدفة
تونس – «القدس العربي»: تثير الجولة الإفريقية التي يقوم بها رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ردود فعل متباينة لدى التونسيين، ففي حين يرحب بها البعض على اعتبار أنها محاولة جيدة للانفتاح على البعد الإفريقي لتونس ودعم لاقتصادها المتردي منذ سنوات وفسح المجال أمام بعض الشركات المحلية، يحاول آخرون التقليل من أهمية هذه الزيارة على اعتبار أنها تشمل دولاً ذات اقتصاد ضعيف وتؤدي دوراً هامشياً في القارة الافريقية.
وبدأ الشاهد قبل أيام جولة افريقية تشمل دول النيجر وبوركينا فاسو ومالي، وتهدف لتعزيز التبادل التجاري والانفتاح على أسواق جديدة للصادرات التونسيّة، وتأتي كتجسيد عملي لما تعهد به رئيس الحكومة في وقت سابق حول «فتح الأسواق الإفريقية أمام الاقتصاد التونسي»، وفق الناطق باسم الحكومة الوزير إياد الدهماني.
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لمسؤول تونسي كبير للقارة الإفريقية، حيث سبق للرئيس السابق منصف المرزوقي أن زار أربع دول افريقية عام 2014، حيث دعا حينها إلى علاقة شراكة مبنية على الاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن إفريقيا «يجب أن تكون سيدة قرارها وأن تتعامل مع القوى التي تريد الاستثمار فيها من موقع القوة والاستقلالية».
وكتب المروزقي على صفحته في موقع «فيسبوك» تعليقاً على زيارة الشاهد « زيارة الوزير الأول لبلدان افريقية جنوب الصحراء أمر إيجابي. أولاً لأنه يعمل بمبدأ تواصل الدولة وهو مبدأ يجب تعلم احترامه ونحن ندخل مرحلة التداول السلمي على السلطة. فهذه الزيارة تأتي لتواصل السياسة التي انتهجتها في فتح تونس على الفضاء الافريقي والتي تمثلت في تنظيم زيارة مع مائة رجل أعمال لعدة دول جنوب الصحراء سنة 2014 كان لها نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي والسياسي والانساني. ثانياً لأن هذا الفضاء الافريقي الذي تنافس الدول على دخوله هو مستقبلنا ومن ثم ضرورة تعهده ومواصلة وتعميق سياستنا الافريقية. إذن (هي) مبادرة للتثمين والتشجيع».
ويرافق الشاهد في جولته الإفريقية أكثر من أربعين رجل أعمال تونسياً، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المتعلقة بالاستثمار والتبادل التجاري، أبرزها اتفاقية بيع شاحنات تونسية إلى بوركينا فاسو، فضلاً عن افتتاح سفارة جديدة ومكتب لاتحاد الصناعة والتجارة (منظمة الأعراف) فيها.
وقال سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» في تصريح خاص ل«القدس العربي»: «بالنسبة للدبلوماسية التونسية وخاصة الاقتصادية لا يمكن – بالطبع- أن تتجاهل العمق الإفريقي وأهمية القارة الافريقية خاصة في دعم الصادرات التونسية، وفي هذا الإطار أعتقد أن التوجه نحو الدول الافريقية هو عمل محمود ونباركه».
واستدرك بقوله «ولكن للأسف هذه الزيارة كانت «ارتجالية» من حيث طريقة برمجتمها وتنظيمها كما أن نتائجها حتى الآن مخيبة للآمال، خاصة أن الدول التي تمت زيارتها هي دول لا تمتلك اقتصادات قوية، بل إن مستوى اقتصادها ضعيف ولا أعتقد أن تونس يمكن أن تستفيد كثيرا من هذه الزيارة، لأن التركيز على افريقيا يمر عبر اقطاب الاقتصاد في القارة والدول التي تحقق نمو اقتصاديا متميزا كإثيربيا ورواندا وساحل العاج وغيرها، ولذلك – رغم دعمنا للتعاون مع جميع دول افريقيا- إلا أننا نرى أن هذه الزيارة لم تكن في المستوى المطلوب، أضف إلى ذلك أن الاتفاقيات الموقعة حتى الآن تبدو قليلة الأهمية، فما أهمية فتح سفارة جديدة أو مكتب لمنظمة الأعراف في بوركينا فاسو، كما أن قرار إلغاء التأشيرة معها يثير العديد من الأسئلة».
ورغم الانتقادات العديدة لهذه الزيارة، إلا أن بعض المراقبين يرون أنها قد تشكل بداية جيدة بالنسبة لتونس للعودة إلى المحيط الافريقي وخاصة أنها متأخرة جدا في هذا المجال قياسا بجيرانها في الجزائر وتونس، وقد تفتح أسواقا خاصة لبعض الشركات التونسية الصغيرة المتخصصة بصناعة السيارات والطائرات الخفيفة والتي تجد سوقاً لها في عدد من دول العالم.

m2pack.biz